معايير انتقاء الطرق التدريبية
مقدمة:
يحتكم الناس إلى معايير واعتبارات ذهنية قبل إقدامهم على أعمال ، أو تصرفات بعينها ، ومن الأمثلة على ذلك ما يحتكم إليه الناس عندما يذهبون للتبضع وقضاء احتياجاتهم ، وتبنى هذه المعايير الذهنية من الحياة ، والخبرة ، والممارسة ، والإحتكاك مع الناس والتعايش معهم .
ولنأخذ الآن مثالا بسيطا من واقع الحياة ، إنك عندما تقرر شراء ثياب لك تبدأ بانتقاء القطع، وفي كل مرة تنتقي فيها قطعة ثياب تكون قد احتكمت إلى معيار ذهني كنت قد أقمته مع نفسك ، ومن المعايير التي ربما تكون قد استخدمت هي :
الطقس (بارد ، معتدل ، حار .... )
وجهة الإستخدام (للرياضة ، للنوم ، للعمل ، ... )
هذا إلى جانب معايير ذهنية عديدة كاللون ، والشكل ، ونوعية الخيوط (نايلون ، صوف ... ) وما إلى ذلك .
إن الناس عادة ما تبني معاييرها الذهنية من أجل تيسير شؤون حياتها وإدارتها بشكل أفضل ، وقد أعطى الله عزّوجل الإنسان قدرات وحواس لتمكنه من العمل والعيش والتكييف مع ما في بيئته من ظروف وأحوال .
وعندما يجد الناس أن ما أقاموه في أطرهم المرجعية الذهنية من معايير كان خطأ ، أو لم يكن مسعفا لهم في ذاك الظرف ، أو غيره ، فسرعان ما يعملون على بناء معايير جديدة واعتبارات متجددة ، مستفيدين في ذلك من أخطائهم وهفواتهم . إن الناس عندما يفعلون ذلك إنما يوظفون خبراتهم السابقة في تحسين إدارتهم لشؤون حياتهم .
القائد وانتقاء طرقه :
ولنتحدث الآن بشيء من التفصيل عن المدرب الذي يعمل على تخطيط برنامج للتدريب ، وكما نعلم فإن إحدى أهم المحطات التي تستوقف المدرب هي محطة إنتقاء الطرق التدريبية الملائمة لبرنامجه التدريبي ، ولنفترض أن أمام المدرب صندوقا ، وهذا الصندوق يحتوى على بطاقات ، وعلى كل بطاقة مسمى لطريقة ما من طرق التدريب ، ويستخدمه المدرب خلال تخطيط البرنامج ، وخاصة عندما يصل إلى مرحلة إنتقاء الطريقة التدريبية الملائمة .
والسؤال الآن هو ما هي مجموعة المعايير و والإعتبارات التي على أساسها يقرر مدرب ما من المدربين انتقاء طريقة ما بعينها دون سواها من الطرق في هذه اللحظة (التي يخطط فيها لبرنامج تدريبي ) ؟
وللجواب على هذا السؤال : أجريت عدة أنشطة من خلال عدد من الدورات التدريبية وخلصت هذه النشاطات إلى المعايير والإعتبارات التالية :
أولا : مجموعة المعايير والإعتبارات الخاصة بالفئة المستهدفة (المشاركين ) :
1. عدد المشاركين .
2. مستوى ثقافة المشاركين .
3. أعمار المشاركين .
4. الجنس (ذكور فقط ، أو إناث فقط ، أو ذكور وإناث معا ) .
5. البيئة التي ينتمون إليها ( أبناء قرى أو مدن )
6. الإتجاهات والتقاليد ونظام القيم .
7. مستوى الخبرات والمؤهلات .
8. المستوى التعليمي .
9. طبيعة احتياجات المشاركين التدريبية وطبيعة المشكلات التي يواجهونها في أعمالهم .
10. إمكانات المشاركين ودرجة استعداداتهم وحافزيتهم .
11. المستوى الوظيفي .
12. مكان السكن .
13. اللغة التي يستخدمونها .
ثانيا مجموعة المعايير والإعتبارات الخاصة بالمدرب نفسه :
1. الدرجة والتخصص العلمي .
2. الجنس والعمر .
3. الإتجاهات .
4. مستوى الخبرة العملية .
5. مستوى الدافعية الذاتية والحوافز المقدمة له .
6. مدى الكفاية (المهارة ) في اختيار الطرق .
7. الخبرات السابقة مع طرق تدريبية معينة .
ثالثا : مجموعة المعايير والإعتبارات الخاصة بالبرنامج التدريبي ذاته .
1. الأهداف التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها (أهداف معرفية ، مهارات ، إتجاهات ... ) .
2. مدة البرنامج .
3. طبيعة المحتوى التدريبي .
4. الوقت الذي سيعقد فيه البرنامج .
5. نظام التقويم .
6. منهجية ومدخل التدريب المستخدم .
7. طبيعة البرنامج (تدريب قبل الخدمة ، أثناء الخدمة ، بعد الخدمة ) .
8. درجة السرية والخصوصية .
رابعا : مجموعة المعايير والإعتبارات الخاصة بإدارة التدريب .
1. مدى توافر التسهيلات الإدارية والمادية والحوافز المقدمة (مادية وبشرية) .
2. كلفة البرنامج التدريبي .
3. مدى توافر المعينات التدريبية .
4. مدى توافر الخبرات الفنية بأنواعها .
5. سياسة وفلسفة إدارة التدريب .
6. مدى توافر الخدمات التسهيلية .
7. نظام المتابعة والتقويم .
إدارة المعايير والتوفيق في ما بينها :
ما الذي يمكن للمدرب عمله إذا تعارضت المعايير مع بعضها ؟
إن على المدرب أن يلقي نظرة في بادىء الأمر على جميع الإعتبارات الداخلة والمؤثرة على اختيارنا لطرق التدريب ، وقد لا تكون جميع الاعتبارات السابقة حاضرة ، أي قد يكون لبعضها وجود ولا يكون للبعض الآخر كذلك .
على القائد أن يدرس جميع الإعتبارات والمعايير وان يسعى جاهدا للتوفيق بينها في حال وجود تضارب بينها .
برامج
2735قراءة
2015-11-14 21:58:46