إنتصار الدم على السيف من بركات عاشوراء
يطل أحد القادة أو من يقوم بأداء الدور وهو يقرأ من كتاب : ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ليس من باطل يقوم إزاء الحق إلا غلب الحق على الباطل.
وذلك قوله تعالى : بل تقذف بالحق على الباطل فيوقعه فإذا هو زاهق.
يأتي شخص آخر يسلم على القارىء ويسأل: رأيت اليوم لافتة مكتوب عليها : عاشوراء إنتصار الدم على السيف فما هو معنى هذا الكلام ؟
القارىء : معنى إنتصار الدم على السيف كشعار أصبح مقترنا بثورة الإمام الحسين و له عدة معان منها :
السائل : إذا الدم هو كناية عن الحق الذي يواجه الباطل .
الأول : نعم و كلمة الدم مقابل السيف هي رمز هذا الحق مقابل السيف الذي هو مظهر للقدرة المادية .
وهذه المعاني لانتصار الدم على السيف ترمز إلى حتمية إنتصار الحق على الباطل مهما كانت الظروف تبدلت
الثاني : أنا اعرف آية كريمة تقول بسم الله الرحمن الرحيم " و يحق الله الحق بكلماته " " إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم " .
الأول : إحسنت فالله سبحانه و تعالى أخذ عهدًا أن يجعل هذا الحق محققًا من خلال أفعال العباد و من خلال قيامهم بواجبهم و أن تبقى هذه الراية مرفوعة و النهج موجودًا . و حين دعا الله أهل الحق للتمسك به دعاهم إلى التضحية و البذل و الفداء و هو معهم " و لينصرن الله من نصره " فهو سينصر كل من نصر الدين و هذا ما تجده اليوم فإن راية الحق ما زالت مرتفعة و راية الأنبياء و الرسل قائمة و هذا دليل على تحقيق الوعد الإلهي .
الثاني : وهكذا نجد أن المثل الأروع لهذا الإنتصار هو مثل كربلاء الإمام الحسين (ع) ففيها تجد أن الحق كله برز إلى الباطل كله و هذا الباطل و على رأسه بنو أمية أرادوا القضاء على الإمام الحسين (ع) باعتقادهم أنهم إذا قضو على الإمام قضوا على ذرية الرسول و على الإسلام و على الحق الذي جسّده الحسين.
الأول : و لكن بني أمية لم يتمكنوا القضاء على هذه الذرية و على الإسلام لأن بقاءهما مشيئة الله أرادت ذلك 000و هذا أكبر دليل على إنتصار الدم الحسيني و الكربلائي على القدرة المادية .
الثاني : ولكن ماهي شروط إنتصار الدم على السيف ؟
الأول : لتحقيق الإنتصار لا بد من وجود شروط لخّصها أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما كان يتحدّث عن المعارك مع جبابرة قريش أيام الرسول (صلى الله عليه و آله) :
فمرةً لنا من عدونا و مرة لعدونا منا فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت و أنزل علينا النصر
وهذه الشروط هي :
1- الصدق : هو أهم شرط للانتصار فلا يكفي أن يقول الإنسان أنا مخلص و أحب أن تزول إسرائيل من الوجود ثم يجلس في بيته و يدعو لا بد من فعل و من حركة و لا تكفي النوايا فقط .
2- الإخلاص و النية الواضحة : فالقيام يجب أن يكون لله تعالى و نرى الإمام الخميني قد ركز على أن تكون كل توجهاتنا لله .
3- القتل لا يعني الهزيمة : إن سيد الشهداء كان يعلم أنه بعد استشهاده سيلاقي العدو في كل المجتمع إعلاما مضادا له فالقتل في الجبهة لا يعنى الهزيمة.
لم ينهزم ذلك القتيل أن الذي انهزم هو الذي لم يصل إلى هدفه .
إن هذا الإنجاز هو ما فعله الامام الحسين فهذا الشهيد الذي سفك دمه و أسرت حرمه قد انتصر على العدو من جميع النواحي .
إن هذا درس للشعوب وكما نقل عن قاده العالم المعاصر الكبار وحتى أن بعضهم ليسوا مسلمين إننا تعلمنا طريق النضال من الحسين بن علي ... فهل أدركتم أن قتلهم ليس دليلا على انكسارهم بل إن الانسحاب أمام العدو يوجب العار .
إن الفئة المؤمنة و المتوكلة على الله تجاهد العدو و توقع الهزيمة به فالنصر من نصيبهم.
" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " .
برامج
1966قراءة
2015-11-16 17:43:27
doha tarhini |