الكنز قريب
كان هناك رجل يتمنى العثور على كنز ويدعو الله دائماً أن: يا الله لقد عاش أناس كثيرون ورحلوا عن الدنيا وظلّت كنوزهم مطمورة تحت الأرض. يا الله فأظهر لي شيئاً من هذه الكنوز!
وظل الرجل هكذا، يدعو ليله مع نهاره مدّة من الزمن، إلى أن رأى في المنام ذات ليلة شخصاً جاء إليه
- وقال: ماذا تريد من الله؟
- أجاب: أريد من الله كنزاً!
- فقال له: وأنا قد أمرت من قبل الله أن أدلك بمكان الكنز!
- حسناً دلني!
- اصعد فوق التلة الكذائيّة وخذ معك قوساً ونبلاً، وضع النبل في القوس ثم ارمه وانظر أين يسقط فهناك تجد الكنز.
استيقظ من النوم، وتعجب لمثل هذه الرؤية الواضحة الدلالة، وقال في نفسه لنذهب ونرى ما في ذلك من ضرر على أيّ حال، فإما تكون العلائم صحيحة وتنجح في مسعانا، وإما تكون غير صحيحة فيزول إشغالنا بذلك.
وتوجه إلى التلة التي كان يجب أن يرمي النبل من فوقها، فوجد الأدلة صحيحة حتى الآن، ولم يبق سوى أن يضع النبل في القوس.
قال مع نفسه: لكنّه لم يقل بأي اتجاه يجب أن أرمي النبل، لنختار اتجاه القبلة وسيكون صحيحاً إن شاء الله.
وضع النبل في القوس وأطلقه بقوة باتجاه القبلة، وأخذ يتبعه كي يعرف أين سيسقط، ولما حدّد مكانه، حمل معولاً ومجرفة وذهب إلى هناك، فحفر وحفر لكنه لم يعثر على الكنز، فقال لنفسه: حسناً سأرمي باتجاه آخر، فرمى هذه المرة -مثلاً- باتجاه الشمال، وذهب ولم يعثر على شيء، ثم اختار الجنوب الشرقي والجنوب الغربي، واتجه بعدها إلى الشمال الشرقي والشمال الغربي، وظل هكذا مدة من الزمن، وأخيراً لم يعثر على شيء، فانزعج وعاد إلى المسجد ثانية وقال: إلهي أيّ هداية هذه التي وجهتني إليها، إنّها ليست صحيحة واستأنف دعاءه وتضرعه مرة أخرى.
وبعد مدة رأى في المنام نفس الرجل مرة أخرى، فنهره
- وقال: إن العلائم التي أعطيتني إياها كانت خاطئة.
- قال الرجل: هل عثرت على التلة؟
- قال: أجل.
- سأله: ماذا فعلت بعد ذلك؟
- أجاب: وضعت النبل في القوس ورميته بقوة باتجاه القبلة.
- فقال له :متى قلت أنا باتجاه القبلة؟ ومتى قلت أن ترميه بقوة؟ أنا قلت أين ما سقط النبل .لم أقل اسحبه وارميه!
وفي غداة اليوم التالي، حمل معولاً ومجرفة مع قوس ونبل ووضع النبل في القوس لكنه لم يسحبه، وقال: لنر أين سقط، وما أن تركه حتى سقط تحت قدميه، فعمد إلى حفر المكان فوجد الكنز تحت رجليه.
يقرأ القائد القصة، ثمّ يسأل المشاركين عن العبرة منها، ويعقّب بما يلي.
أجل، أين تبحث عن ضالتك (الله)؟ تأمل في نفسك فتجد الله عندك {في أنفسكم أفلا تبصرون} فالله تعالى موجود بالفطرة في قلوب الناس ولا حاجة لهم بأن يبحثوا عنه، بل مجرد أن ينظر الإنسان إلى نفسه يدرك وجوده في قلبه. ومثل الذي يبحث عن الله تعالى كمثل الذي يحمل مصباحاً في وسط النهار ليرى الشمس.
أمانة برامج الجوالة والكشافة
2069قراءة
2016-01-20 18:46:50