12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> قارب من دون صانع‏


تروي كتب التّاريخ أنّ إنساناً حضر أحد مجالس بغداد الفكريّة في العصر العباسيّ ليناقش في وجود الله، فأرسل صاحب المجلس رسولًا إلى أحد العلماء يطلب منه القيام بهذه المهمّة.
ذهب الرّسول إلى العالم، وأخبره بالأمر، قال له العالم: سألحق بك على الفور. انتظر الحضور ساعات، وكادوا أن يتفرّقوا.. وفجأة دخل العالِم، وبادرهم بالقول: أعتذر عن التّأخير، لأني صادفت في طريقي أمرًا عجيبًا..
قالوا له (وهم في دهشة): وما هو هذا الأمر؟.. أخبرنا؟
قال العالم: خرجت من البيت، حتى وقفت على شاطى‏ء نهر دجلة. رأيت شجرة كبيرة تسقط في النّهر، وتتحول إلى قطع هندسية مختلفة، ثم أبصرت مسامير تركض من بعيد لتشدّ القطع الخشبيّة وتصنع منها زورقًا في غاية الدّقة والإتقان.
قالوا له: وبعدها ماذا حدث؟
قال: تقدم الزّورق نحو الشّاطى‏ء الآخر بدون مجذاف وربّان حيث نزل جميع من ركب عليه بسلام.
هنا أخذ الرّجل في الضّحك والسّخرية، وقال: «إني آسف من إضاعة الوقت في انتظار مثل هذا الجاهل الأحمق.. كيف يمكنني الحوار مع رجل يدَّعي العلم، ويتحدّث عن شجرة تسقط وتتقطّع، تلتحم، وتتحوّل إلى زورق يحمل الناس دون مجذاف أو ربّان!!
التفت العالِم، وأجاب بلغة المؤمن الواثق بربه: لقد ضحكت، وسخرت، وتكلّمت بكلام سيّى‏ء.. ومن حقّي الآن أن أردّ عليك بالدّهشة والتّساؤل: إذا كان وجود الزّورق البسيط من تلقاء نفسه أمرًا عجيبًا ويدلّ على الجهل والحمق.. فالعجب سيكون أكثر حين تقول أن السّموات والأرض وجدت صدفة وبدون خالق!!
فسكت الرّجل.

دليلة
1594قراءة
2015-12-24 23:07:12

تعليقات الزوار


fatimaM

قارب من دون صانع‏