12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> لماذا منعته ؟!

ينقل العلاَّمة الطهرانيُّ في كتابه (معرفة المعاد) عن أحد العلماء الكبار هذه القصّة:
اخترت لي زوجة من النَّجف الأشرف حيث كنت أدرس، وفي فصل الصَّيف عزمت على الزِّيارة، والسّفر إلى وطني في إيران، وبعد زيارة حضرة ثامن الأئمَّة (عليهم السّلام) أردت إكمال المسير إلى بلدتي التي تبعد قليلاً عن (مشهد) المشرَّفة.
كان الجوُّ في البلدة حارّاً ومزعجاً، ولم يلائم زوجتي أبـداً بحيث إنَّها مرضت، وتزايد مرضها يوماً فيوماً، ولم تنفع معها كلُّ أنواع المعالجات، فندمتُ كثيراً على اصطحابها معي، ولم أدرِ ماذا أفعل إذ صارت تعالج سكرات الموت، وماذا أقول لأهلها في النَّجف إذا رجعت إليهم دونها، سيقولون - قطعاً -: زوَّجناك ابنتنا فدفنتها هناك ورجعت؟
كانت تحت رعايتي باستمرار، وفي إحدى اللَّحظات المليئة بالاضطراب والقلق الشَّديد، دخلت إلى غرفة مجاورة، وصلَّيت ركعتين، وتوسَّلت بحضرة إمام الزَّمان (عجل الله فرجه) وقلت مناجياً: يا وليَّ الله اشفِ زوجتي، يا وليَّ الله إنَّك قادر على ذلك ... وتضرَّعت كثيراً.
وعندما رجعت ودخلت إلى الغرفة رأيت زوجتي جالسة وهي تبكي بمرارة، وما أن رأتني حتَّى قالت: لماذا منعته؟ لماذا منعته؟ لماذا لم تدَعْه؟
لم أفهم شـيئاً وتصـوَّرت أنَّهـا مـا زالـت تهذي هذيان المرضى، وبعد أن قدَّمت لها شربة ماء وقليلاً من الطّعام قصَّت عليَّ ما جرى عليها، قالت : جاء عزرائيل (عليه السّلام) ليقبض روحي وهو يرتدي لباساً أبيض، ووجهه مشرقٌ حسنٌ، وقال لي بابتسامة: هل أنت مستعدَّة للمجيء؟
قلت: نعم، وعندئذٍ دخل أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقال لي ملاطفـاً برأفةٍ آسرةٍ : أريد أن أذهب إلى النَّجف، هل تريدين أن تذهبي معي؟
قلت: نعم أودُّ كثيراً أن أذهب معك إلى النَّجف.
فقمت من مكاني، ولبست ثيابي واستعددت للذَّهاب مع الأمير (عليه السّلام)، وما أن أردت الخروج معه حتَّى رأيت صاحب الزَّمان (عجل الله فرجه) قادماً، وأنت متمسِّك به.
فقال الإمام صاحب الزَّمان (عجل الله فرجه) لأمير المؤمنين (عليه السّلام) إنَّ هذا العبد قد توسَّل بنا لنقضي حاجتـه، فأطـرق أمير المؤمنـين (عليه السّلام)، وقـال لعزرائيـل (عليه السّلام): بطلب من رجـل مؤمن توسَّل بابننا اذهب، وليكن ذلك في وقته، ثُمَّ ودَّعني أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورحل.

دليلة
1480قراءة
2016-01-05 23:49:35

تعليقات الزوار


FatimaM

لماذا منعته ؟!