خطبة السيدة زينب عليها السلام في الشام
من خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية:
"ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك، فإنّي لأستصغرُ قدرك ، وأستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى ، والصدور حرّى.
ألا : فالعجب كل العجب! لقتل حزب الله النجباء ، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلّب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تتناهبها العواسل ، وتعفوها أمّهات الفراعل.
ولئن اتّخذتنا مغنماً لتجدنّا ـ وشيكاً ـ مَغرماً ، حين لا تجدُ إلا ما قدّمت يداك ، وما ربّك بظلام للعبيد.
فإلى الله المشتكى ، وعليه المعوّل.
فكِد كيدك ، واسْعَ سعيك ، وناصِب جُهدك ، فوالله لا تَمحُونّ ذكرنا ، ولا تُميت وحينا ، ولا تُدرك أمدنا ، ولا تَرحضُ عنك عارها.
وهل رأيك إلا فَنَد ، وأيامك إلا عَدَد ، وجمعك إلا بَدَد؟ يوم ينادي المنادي : ألا : لعنة الله على الظالمين.
فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يُكمِلَ لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويُحسن علينا الخلافة ، إنّه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ».
دليلة
1400قراءة
2016-01-16 11:39:34
اعلام |