السّيّدة زينب عليها عليها السلام الابنة والأخت
مع أمها:
فتحت السيدة زينب الكبرى عليها السلام عينيها في وجه أطهر أنثى على وجه الأرض، وعاشت معها ليلها ونهارها، وشاهدت من أمها أنواع العبادة، والزهد، والمواساة والإيثار، والإنفاق في سبيل الله، واطعام الطعام مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا.
فنشأت الصدِّيقة الطّاهرة زينب عليها عليها السلام في بيت النّبوة ومهبط الوحي والتنزيل، وقد غذّتها اُمها سيّدة نساء العالمين عليها عليها السلام بالعفّة والكرامة ومحاسن الأخلاق والآداب، وحفظتها القرآن، وعلّمتها أحكام العليها السلام، وأفرغت عليها أشعة من مثلها وقيمها حتى صارت صورة صادقة عنها. وشاهدت حياة أمها الزوجية، والإحترام المتبادل بينها وبين زوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وإطاعتها له، وصبرها على خشونة الحياة وصعوبة المعيشة، ابتغاء رضى الله تعالى.
عاصرت السيدة زينب الحوادث المؤلمة التي عصفت بأمها البتول عليها السلام بعد وفاة أبيها الرسول صلّى الله عليه وآله، وما تعرضت له من الضرب والأذى. وانقضت عليها ساعات أليمة وهي تشاهد أمها العليلة، طريحة الفراش،كما رافقت أمها الزهراء عليها السلام إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله حين إلقاء الخطبة، وروّت تلك الخطبة بكل تفاصيلها.
مع والدها:
كانت العلاقات الوديّة بين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبين أولاده وبناته على أطيب ما يمكن أن تكون، وفي جو من الصفاء والوفاء، والعاطفة والمحبة. عاشت السّيّدة زينب عليها السلام في كنف والدها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وتربت على تعاليمه الأصيلة، وارتشفت من معين علومه وخبراته. وفي شهر رمضان من تلك السنة الّتي استشهد فيها أمير المؤمنين عليه السلام، كان يفطر ليلة عند ولده الإمام الحسن، وليلة عند ولده الإمام الحسين، وليلة عند السيدة زينب عليهم السلام التي كانت تعيش مع زوجها عبد الله بن جعفر،كل ذلك تقويةً لأواصر المحبة والتواصل بينه وبين أشباله وبناته، وفي الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان، كانت النوبة للسيدة زينب عليها عليها السلام، وأفطر الإمام في حجرتها ومن منزلها عليها عليها السلام خرج الإمام عليه السلام للشهادة، ولمجاورة ربّه تعالى.
مع أخوتها:
لقد ظفرت حفيدة الرسول صلّى الله عليه وآله بأروع وأسمى ألوان التربية العليها السلامية، فقد شاهدت أخاها الإمام الحسين يعظّم أخاه الإمام الحسن عليه السلام ويبجّله، فلم يتكلّم بكلمة قاسية معه، ولم يرفع صوته عليه، وشاهدت أخوتها من أبيها عليه السلام، وهم يعظمون أخويها الحسن والحسين عليهما السلام، ويقدّمون لهما آيات التكريم والتبجيل، وكانت هي بالذّات موضع احترام اخوتها. فبالتالي علاقة من المحبة والاحترام المتبادل كانت موجودة بين السيدة زينب عليها السلام وأخوتها عليهم السلام.
مع أخيها الحسن عليه السلام:
إن الاحترام اللّائق، والتقدير الرفيع كان متبادلًا بين السّيّدة زينب الكبرى وبين أخيها الأكبر صلّى الله عليه وآله، فهو السّبط الأول لرسول الله صلّى الله عليه وآله الإمام الزّكي، الحسن المجتبى عليه السلام إن السّيّدة زينب عليها السلام كانت تنظر إلى أخيها الامام الحسن عليه السلام من مناظرين:
منظار الأخوة، ومنظار الإمامة.
فمن ناحية : يعتبر الإمام الحسن عليه السلام الأخ الأكبر للسّيّدة زينب عليه السلام ومن المعلوم أن الأخ الأكبر له مكانة خاصة عند الإخوة والأخوات، وقد ورد في الحديث الشريف: "الأخ الأكبر بمنزلة الأب". ومن ناحية أخرى: يعتبر الإمام الحسن عليه السلام إمام زمان السّيّدة زينب عليها السلام بعد شهادة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ولهذا فإنّ احترامها لأخيها كان ينبعث من هذين المنطلقين.
مع أخيها الحسين عليه السلام:
العلاقات الودية وروابط المحبة بين الإمام الحسين وبين أخته السيدة زينب صلّى الله عليه وآله كانت في القمة وكانت تمتاز بمزايا، ولم تكن تلك العلاقات منبعثة عن عاطفة القرابة فحسب، بل عرف كل واحد منهما ما للآخر من الكرامة، وجلالة القدر وعظيم الشأن.
فالسّيّدة زينب عليها السلام تعرف أخاها بأنّه:
سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول صلّى الله عليه وآله وتعلم بأنّ الله تعالى قد أثنى على أخيها في آيات كثيرة من القرآن الكريم.
بالاضافة إلى أنها عاشت سنوات مع أخيها في بيت واحد، وشاهدت ما كان يتمتع به من مكارم الأخلاق والعبادة والروحانية، وعرفت ما لأخيها من علو المنزلة وسمو الدرجة عند الله عزوجل. والإمام الحسين عليه السلام يعرف أخته السيدة زينب عليها السلام حق المعرفة، ويعلم فضائلها وخصائصها. وقد ورد: أنّ الإمام الحسين عليه السلام كان يقرأ القرآن الكريم ـ ذات يوم ـ فدخلت عليه السيدة زينب عليها السلام، فقام من مكانه وهو يحمل القرآن بيده، كل ذلك احترامًا لها.
يتبع
دليلة
2139قراءة
2016-01-16 19:35:37