قرأتُ قصّةً لطيفةً، توقّفتُ عند أبعادها كثيراً، جعلتني أدرك بأنّني قد أمسكتُ بطرف خيطٍ أثمن من الذهب! القصّة تقول:
دخل فتىً صغيراً إلى محل تسوق وجذب صندوقاً إلى أسفل حجرة الهاتف. وقف الفتى فوق الصندوق ليصل إلى أزرار الهاتف وبدأ باتصال هاتفي. جذب الحديث الهاتفي صاحب المحل وأرهف السمع للمحادثة التي يجريها الفتى.
- قال الفتى:"سيدتي: أيمكنني العمل لديك في تهذيب عشب حديقتك"؟
- أجابت السيدة: "لديّ من يقوم بهذا العمل".
- قال الفتى:"سأقوم بالعمل بنصف الأجرة التي يأخذها هذا الشخص".
- أجابت السيدة:"في الحقيقة أنا راضية بعمل هذا الشخص، ولا أريدُ استبداله".
أصبح الفتى أكثر إلحاحاً؛ وقال:"سأنظف أيضاً ممر المشاة والرصيف أمام منزلك، وستكون حديقتك أجمل حديقة في مدينة بالم بيتش فلوريدا".
ومرة أخرى أجابته السيدة بالنفي. تبسّم الفتى وأقفل الهاتف. تقدّم صاحب المحل- الذي كان يستمع إلى المحادثة- وقال له:" لقد أعجبتني همتك العالية، وأحترم هذه المعنويات الإيجابية فيك لذا فأنا أعرض عليك فرصة للعمل لدي في المحل".
أجاب الفتى الصغير:"لا، أشكرك على عرضك، غير أني فقط كنت أتأكد من أدائي للعمل الذي أقوم به حالياً. فأنأ أعمل لدى السيدة التي كنت أتحدث إليها".
عندما أنهيت قراءة القصّة، أطرقتُ سابحة في أفكارٍ أمطرت عليّ فجأةً:
- كم مرّة في الأسبوع نقف أمام أنفسنا لنقيّمها؟ لنقيّم أداءها ومسارها في هذه الحياة، بل كم مرّة في الشّهر أو حتى في السّنة! بل ربما نعيش لسنوات ونحن غافلون عن أنفسنا.
مرشدات المهدي
1090قراءة
2016-12-02 12:53:45