منذُ فترةٍ كان عليَّ إعطاء نشاطٍ كشفيٍّ في قريتي، وبما أنّ المقرّ الكشفي لم يكن بعيداً عن منزلي، قرّرتُ أن أذهب سيراً على الأقدام.
في طريقي صادفتُ إحدى الدليلات العزيزات على باب منزلها تستعدُّ للخروج، سلّمتُ عليها وانتظرتها لنذهب سويّة.
وبينما كنّا نتمشّى، لاحظتُ أنّ الدليلة كانت تتوقّف بين الفينة والأخرى، لتزيل الأحجار عن الطريق. ابتسمتُ فرحةً للفتتها الجميلة..
إلا أنه وبعد قليل، فاجأتني بأنها كانت تزيل بعض النباتات ذات الأعواد القاسية التي كانت تنبت من بين أحجار منازل الحي الذي كنا نتمشّى بين طرقاته.
التفتُّ صوبها باستغرابٍ، وسألتها:
ـ الأحجار عرفتُ لماذا تزيلينها عن الطريق.. لكن هذه الأعواد لماذا تتعبين نفسك في إزالتها؟!
أجابتني وهي لا تزال منهمكةٍ في إزالة النباتات وأعوادها:
ـ عند العصرِ تزدحم هذه الطرقات بالأطفال.. يركضون ويلعبون.. أخاف وعلى حين غفلة أن يؤذي ولدٌ عينه أثناء اللعب!
نظرتُ إليها بإعجاب..
همستُ في سري:
ـ نعم! هذه أخلاقنا.. أخلاقنا الجميلة!! اليوم تعلّمتُ درساً في غاية الجمال!
مرشدات المهدي
1358قراءة
2016-12-02 13:00:55