عادت بديعة من مدرستها، دخلت غرفتها استلقت على سريرها وراحت تفكر في امتحان الرّياضيات الذي ستجريه لهم المعلّمة يوم الإثنين القادم، مما يعني أن عطلة نهاية الأسبوع ستذهب بأكملها للتحضير للامتحان.
طُرِق باب الغرفة وإذا هي أم بديعة تدخل الغرفة تسأل ابنتها: هل لديك دروس كثيرة للأسبوع القادم؟
بديعة: ولما هذا السؤال؟
الأم: أنت تعلمين كم يحبّ أباك قضاء العطلة في القرية، وحيث أن إخوتك لديهم القليل من الدروس للأسبوع القادم قرّر والدك الذهاب إلى القرية إذا لم يكن عندك درس كثير.
بديعة: عندي امتحان رياضيات ولكن أرجوك يا أمي لا تدعي الامتحان يقف عائقًا أمام ذهابنا إلى القرية وأنا أعدك أن أدرس هناك.
في القرية، لاحظت الأم أن بديعة تمضي معظم وقتها مع الأقارب والزوار ولا تعطي العناية اللازمة لامتحانها، فطلبت من ابنتها التوجّه فورًا إلى الغرفة للدرس ولم تترك لها مجالاً للمناقشة.
دخلت بديعة الغرفة وهي غاضبة، فالامتحان حرمها مجالسة الفتيات من أقاربها. بدأت بديعة الدرس وسرعان ما أدركت أن الوقت قد داهمها ولم يعد يتسع لمذاكرة كل الدروس المقرّرة للامتحان.
أحسّت بديعة بالخطر يطرق بابها وراحت تفكّر بطريقة تنجيها من ورطتها، وإذا بها -بشكل لا شعوري- تأخذ ورقة وتكتب عليها بخط صغير ثلاث من المعادلات الرّياضية، أخذت ورقة أخرى دوّنت عليها معادلات جديدة. أعجبتها الفكرة فبدأت تلخّص المعادلات على أوراق صغيرة تخفيها بين طيات دفاترها.
فجأة، فُتِح الباب، إنّها أم بديعة. ارتبكت الفتاة كثيرًا لدرجة أنّ أمّها شعرت بذلك، اقتربت من ابنتها رأت الأوراق التي كتبتها، نظرت إليها نظرة عتاب ثمّ قالت: لقد عهدتك الفتاة الأمينة والمجتهدة، فلا تستسلمي للشيطان ووساوسه وانتبهي إنّ الله ربّك هو الرقيب وهو الحسيب لا يخفى عليه شيء، وتذكري دومًا أنّ "من غشنا ليس منّا".
أيقظت كلمات الأم بديعة من غفلتها فإذا بالدموع تنهمر من عينيها وهي تردّد: اللّهم لك الحمد أن حُلت بيني وبين الفعل الحرام، اللّهم لك الحمد يا غفور يا رحمان.
مرشدات المهدي
1317قراءة
2017-01-04 12:39:18