ما تكلّمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن
يروي أحدهم، فيقول: انقطعت في البادية، فوجدت امرأة،
فقلت لها: من أنت؟
فقالت: وقل سلام فسوف يعلمون (الزخرف:89)
فسلّمت عليها، وقلت لها: من أنت؟
قالت: ومن يهدِ الله فما له من مضلّ (الزمر:37)
فقلت: أمن الجنّ أنت، أم من الإنس؟
قالت: يا بني آدم خذوا زينتكم (الأعراف:31)
فقلت: من أين أقبلت؟
قالت: ينادون من مكان بعيد (فصلت:44)
فقلت: أين تقصدين؟
قالت: ولله على الناس حجّ البيت (آل عمران:97)
فقلت: متى انقطعت؟
قالت: ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام (ق:38)
فقلت أتشتهين طعاماً؟
قالت: وما جعلناهم جسداً لا يأكلون (الأنبياء:8)
فأطعمتها، ثم قلت: هرولي وتعجّلي.
قالت: لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها (البقرة:286)
فقلت: أأردفك؟
قالت: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا (الأنبياء:22)
فنزلت، فأركبتها، فقالت: سبحان الذي سخّر لنا هذا (الزخرف:13)
فلمّا أدركنا القافلة، قلت لها: ألكِ أحد فيها؟
قالت: يا داوود إنّا جعلناك خليفة في الأرض (ص:26)، وما محمد إلا رسول، (آل عمران:144)، يا يحيى خذ الكتاب (مريم:12)، يا موسى إني أنا الله (القصص:30)
فصحت بهذه الأسماء، فإذا بأربعة شبّان متوجّهين نحوها، فقلت: من هؤلاء منك؟
قالت: المال والبنون زينة الحياة الدنيا (الكهف:46)
فلمّا أتوها، قالت: يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين (القصص:26)
فكافئوني بأشياء، فقالت: والله يضاعف لمن يشاء (البقرة:261)
فزادوا لي، فسألتهم عنها
فقالوا: هذه أمّنا فضّة، جارية الزهراء (ع)، ما تكلّمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن.
دليلة
1187قراءة
2018-04-02 15:00:38