12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> لو كانت فاطمة الزهراء رجلاً لكانت رسولا

يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله "لقد قامت فاطمة الزهراء عليها السلام بدور القائد الحقيقيّ. وكما قال إمامنا الخمينيّ الجليل: لو كانت فاطمة الزهراء رجلاً لكانت رسولاً[1]. وكانت تحمل مسؤوليّة هداية البشر كما أبوها صلى الله عليه وآله وسلم، فهي كانت قائدًا بهذا المعنى وإن لم تكن القائد الظاهريّ الفعليّ، حيث إنّ هذه المهمّة كانت مهمّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الامام عليّ عليه السلام إلّا أنّ الإسلام جاء ليصنع من كلّ فرد محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم وعليّاً عليه السلام ومن كلّ مرأة فاطمة عليها السلام، جاء ليصنع قائدًا قادرًا على تسلّم زمام الأمور متى دعت الحاجة.

فنرى السيدة فاطمة عليها السلام مثلًا تنبري للدفاع عن الإسلام والولاية وتقود حركة الدفاع عن الولاية بنفسها لمّا دعتها مسؤوليّتها للقيام بذلك، فحسّها القياديّ نشهده ظاهرًا في سلوكها تجاه قضية الدفاع عن الولاية، تلك الروح القياديّة التي تحمل في طيّاتها مسؤوليّة البشر أجمعين، وهي تلك الروحيّة التي قدمت حياتها وحياة جنينها قربانًا في سبيلها، يقول القائد في هذا الصدد: "تمتاز سيدة نساء العالمين الصِدّيقة الكبرى عليها السلام من حيث المعايير الظاهريّة والعقلانيّة بأبعاد وأحجام لا يمكننا تصوّرها لو اتّضحت لنا ظروف المدينة المنورة بعد رحيل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والوضع الذي كان آنذاك وتصوّرنا القضية بصورة صحيحة، عندها سنستطيع أن ندرك أي عمل عظيم قامت به فاطمة الزهراء. كانت ظروفاً صعبة جدّاً ولا يمكن إيضاحها حتّى للخواصّ.

ولم يقم من كلّ أصحاب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم سوى عشرة أشخاص أو اثني عشر شخصاً في المسجد ليدافعوا عن الإمام عليّ بن أبي طالب وعن حقّه.. كلّ أولئك الأصحاب، وكلّ أولئك الأجلاء، وكلّ أولئك التالين للقرآن، وكلّ أولئك الذين سجّل التاريخ أسماءهم، وقد كان الزبير طبعاً من ضمنهم، فتذكّروا ذلك، هكذا كانت الظروف. في مثل هذه الظروف تأتي ابنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد وتلقي تلك الخطبة الغرّاء بذلك البيان العجيب والأداء الرائع وتبيّن الحقائق، أو تلك الخطبة التي ألقتها على نساء المدينة وهي على فراش المرض وهي مُثبتة وموجودة.

هذه ليست أبعاداً معنويّة بل هي الأبعاد التي بوسعنا فهمها. يمكن فهمها بهذه النظرة العاديّة العقلائيّة، بيد أنَّها من العظمة والجلال بحيث لا يمكن حصر حجمها وقياس أبعادها، بمعنى أنّها لا تقبل المقارنة بأيّة تضحية أخرى. كما لو يُقال مثلاً كم هو طول المجرّات وعرضها؟ نعم، يمكن قياسها وتعيين أمتارها وسانتيمتراتها، ولكنْ من الذي يستطيع ذلك؟ من الذي يفهم ذلك؟ من الذي يقدر عليه؟ هذه ليست جوانب إلهيّة ومعنويّة وملكوتيّة وعرشيّة، بل هي جوانب أرضيّة ولكنّها من العظمة بحيث لا يستطيع الناس العادّيون حصرها.

نحن نتحدّث عنها ونتلو مراثيها وعزاءها، وتتحرّق قلوبنا ونبكي، لكنّنا لا نستطيع تصوّر ما حدث حقّ تصوّره وكم هو عظيم ما قامت به السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، لقد قامت فاطمة الزهراء عليها السلام بدور القائد الحقيقيّ".[2]


[1] الإمام الخمينيّ، صحيفة الإمام تراث الإمام الخمينيّ قدس سره -، مؤسّسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخمينيّ، طهران - إيران، 1430ه - 2009م، ط1، ج7، ص 250.

[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في ذكرى ولادة السيدة فاطمة عليها السلام مع مدّاحي أهل البيت عليهم السلام 7102.

مرشدات المهدي
1931قراءة
2020-01-13 10:58:21

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا