بلا شكّ أنتِ طاقة إبداع لا ينضب ترفدنا بكلّ جديد وتلعبين دورًا في غاية الأهمية من شأنه أن يرتقي بأسرتك إلى مدارج الكمال فتعالي معنا نقلّب من جديد صفحات هذا الدّور الفعّال ونحدث فيه كلّ جديد ونضعه المجال الحيوي المتاح له. إنّ ما تقومين به من دور هو تجسيد لإحساسك بروح المسؤولية حيال نفسك أولًا وأسرتك ثانيًا ومجتمعك ثالثًا، ولكي يخرج هذا الدّور إلى الحياة على أكمل وجه، عليك إدراك الركائز الّتي يعتمد عليها دورك هذا..
وهذه الركائز الأساسيّة هي:
-
أن تتعرفي على حقوقك.
-
أن تعزّزي ثقتك بنفسك.
-
أن تعملي على إعداد وتأهيل نفسك (اجتماعيًا، تعليميًا) لتتمكّني من اتخاذ القرارات المناسبة في أوقاتها.
فدورك اليوم لم يعد محصورًا في تلقي الأوامر وتنفيذها بل أصبح دورًا فاعلًا مؤثرًا في عملية بناء الأوامر ذاتها. أنك بلا شك عضو عامل في أسرتك، لك ما لك من حقوق وعليك ما عليك من واجبات. والسّؤال هنا هل تقومين أو هل فكّرت يومًا في إعداد نفسك للقيام بواجباتها؟؟ هل فكّرت يومًا أنّك في الغد ستصبحين أمًّا؟؟ وبالتالي ما هي مؤهلات الأمومة علمياً وثقافياً؟؟
مهلاً مهلاً.. الحق معك في كلّ ما تريدين قوله.. إنّ مناهجنا التّعليميّة مقصّرة معك سواء كان ذلك في التّعليم العام أو حتى الجامعي منه كذلك مؤسسات المجتمع المدني ووزارة الشّؤون الاجتماعية، إننا جميعًا مقصّرون في هذا المجال وكل هذه المؤسسات هي مسؤولة عن تقديم دورات ومحاضرات وورش عمل لك في شؤون الحياة الأسريّة المختلفة، نعم فالمجتمع لم يوفّر لك وسائل دعم لدورك فيما يخصّ توفير فرص العمل في جوٍّ مناسب يتماشى مع أعرافنا وتقاليدنا لهذا فإنّك معذورة في نواحٍ عدة.
ويأتي الواقع الميداني ليزيد الطين بلّة فنحن هنا ندعوك للخروج من واقعك إذا كان أليمًا فالمشاكل الأسرية وتفضيل الصّبي على البنت، العراك بين الوالدين، الأب المتسلّط، الأم الغائبة، عدم ثقتك بنفسك، الشّخصية التّابعة، الحرمان العاطفي، وسائل الإعلام والانترنت كلّها تصب في عملية التّنشئة وقد تكون إمّا دافعًا لك وإمّا محبطة لدورك وهنا تظهر إرادتك للحياة واعتمادك أولًا وأخيرًا على الله وعلى ثقتك في أنّ لك دورًا عليك أن تقومي به وقد يتحتّم عليك أن تقومي بدور المعالج في الأسرة وهذا ما سيعطيك دفعًا ورصيدًا لامتلاك شخصية واعدة ومسؤولة، وأن تبحثي عن البيئة السّليمة سواء كانت مؤسّسات تعليميّة أم إنتاجية وأن تعملي على اكتساب المهارات الاجتماعيّة والثقافيّة كـ:
-
التّفكير قبل التصّرف.
-
الاستماع الجيّد.
-
احترام الآخرين.
-
تحسين صورة الذّات.
-
المشاركة الفاعلة.
-
ضبط الذات.
-
تقبّل العواقب.
-
التّعامل مع الضغوط وتقبّل التّغيير.
-
التّعامل مع المشاعر والصراع.
كلّ ما نتمنّاه منك يا عزيزتنا أن تضعي قدمك على أول الطّريق في عمليّة التّأهيل، وذلك بأن:
-
يكون لك شخصيّة تعبّر عن ذاتك (فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف).
-
أن تشاركي في إدارة الأزمات الأسريّة وأن لا تقفي عاجزة حيالها.
-
أن تبادري في المساهمة في شؤون الأسرة.
-
أن تؤهّلي نفسك علميًّا واجتماعيًّا لتحرزي دعمًا ماديًا ومعنويًا في الأسرة.
-
أن تحرري نفسك من قيود الثّقافة المستهلكة.
دليلة
1092قراءة
2020-02-04 09:57:19