"الحمد لله على ما أنعم، وله الشّكر على ما ألهم، والثّناء بما قدّم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن والاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها...
ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كونها بقدرته، وذرأها بمشيئته، من غير حاجة منه إلى تكوينها...
فجعل الله الإيمان تطهيرًا لك من الشّرك، والصّلاة تنزيهًا لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنّفس ونماءً في الرزق، والصّيام تثبيتًا للإخلاص، والحج تشييدًا للدين، والعدل تنسيقًا للقلوب، وطاعته نظامًا للملّة، وإمامتنا أمانًا من الفرقة، والجهاد عزًّا للإسلام، والصّبر معونةً عن استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبرّ الوالدين وقاية من السّخط، وصلة الأرحام منماة للعدد... وحرّم الله الشّرك إخلاصًا له بالربوبية، فاتقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وانتم مسلمون، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنّه يقول (عزّ اسمه وذكره) {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.
فيض من كلمات الزهراء عليها السلام
دليلة
1408قراءة
2020-02-04 10:00:35