يا مليكة الأكوان
"فاطمة قلبي وروحي الّتي بين جنبي"... "فاطمة سيدة نساء العالمين"... "فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن أحبّها فقد أحبّني"...
مواقف من سيّد الرسل (صلّى الله عليه وآله) وأوسمة على صدر كريمته سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، تزداد تألقًا كلّما مرّ الزمن، وتطوّرت المجتمعات، وكلّما وعينا المبدأ الأساس في الإسلام بكلامه لها: "يا فاطمة اعملي لنفسك فإنّي لا أغني عنك من الله شيئا".
هذه السّيدة هي مثال المرأة الّتي يريدها الله وأمثولة من الإسلام المجسّد وقدوة في حياتها للمرأة المسلمة والإنسان المؤمن في كلّ زمان ومكان.
هي فصل من كتاب الرسالة الإلهية... ودراسة حياتها محاولة لفقه الإسلام وذخيرة قيّمة للإنسان المعاصر.
هي ثغر تجلّى بالعفاف وطاب رضًى به.. فخير للمرأة أن لا ترى أجنبي ولا أجنبي يراها... هي البتول أمّ أبيها.. ابنة الجنّة.. كانت طفل النبوّة البكر...
هي البنت العطوف الرضيّة الواعية الصادقة المطيعة الّتي تلتزم أمر الوالد وتسعى لتستفيد من علمه وأدبه وأخلاقه.. فكانت خير بنت لخير أب..
هي الزوجة الصّالحة للأمير عليه السّلام المتّزنة الّتي تقوم بدور الزوجة المكمّل لدور الرجل، تشدّ من أزره، وتقاسمه هموم الحياة.. تصبر على مصائب الدهر، تبلسم الجراح وتؤنس القلب وتحفظ النعم.
هي مثالاً رائعًا للأم المربية العظيمة.. كانت مصنعًا للعظام من الرجال في ميادين الحياة، فهي أمّ الأئمّة الأحد عشر الّذين هم مراجع العباد. وهي أمّ مولاتنا زينب (عليها السّلام) المجاهدة العظيمة.
هي شعلة لا تنطفئ.. شعّت إيمانًا وعلمًا وصبرًا.. علّمت القرآن والأحكام الشرعية والمعارف الإلهية لنساء زمانها، وشاركت في الدّعوة إلى الباري عزّ وجلّ يوم المباهلة. ودافعت عن الإمامة بروحها وجسدها، ورعت الأيتام والمساكين والأسرى وأطعمتهم من قوتها ولو كان به خصاصة.
هي ابنة نبيّ ربط حاضر الأجيال بماضيها... ووصلها بكل زمان يأتيها..
بهذه الهالة القدسيّة، اتّشحت شخصية الزهراء عليها السّلام آخذة عن أبيها عبء مسؤولية الأجيال...
في آخر العمر القصير... هوت فاطمة (عليها السّلام)... وهوى معه الجسد النّحيل والقدمان المتورّمتان من العبادة... هوى شعاع الشّمس ونور القمر.. هوت فلذة الكبد.. على أيدي أعداء الله الغاصبين للإمامة.
يا ابنة ألمع جبين رفع الأرض على منكبيه، يا عجينة الطّهر والعبير الفردوسي... يا بسمة ارتسمت عند النفس الأخير...
عشت الحبّ يا أنقى قلبًا لمسته الحياة... وعشت الطهر يا أطهر أمٍّ أنجبت ريحانتين... وعشت الجهاد بأسمى معانيه...
هلّا رسمت لنا دربًا إليكِ... لتدرك نفوسنا كنه معانيك... ونطأطئ رؤوسنا خجلًا منك... ونغضّ أبصارنا في المحشر لتمرّي إلى الجنة.. فنناجي من أعماق وجداننا، يا فاطمة، افطمينا عن نار جهنّم... يا زهراء، أزهري علينا بالجنّة، (يا مليكة الأكوان أغيثينا ).
دليلة
1282قراءة
2020-02-05 09:49:05