هو الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد بن محمد بن جمال الدين ابن تقي صالح بن مشرف العاملي الطلوسي الجبعي المعروف بإبن الحجة النحاريري الشهير بالشهيد الثاني .ولد في جباع في ذي الحجة من عام 909 هجري، واستشهد في مكة المكرمة في 12 ذي الحجة 983.
كان عالما فاضلا جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، تقيا، نقيا، ورعا، زاهدا، عابدا، حائزا صفات الكمال، منفردا منها بما لا يشاركه فيها غيره. كان فقيها ماهرا في الدرجة العليا بين الفقهاء، محدثا أصوليا، مشاركا في جميع العلوم الإسلامية، لم يدع علما من العلوم إلا و قرأ كتابا أو اكثر من النحو، والصرف، والبيان، والمنطق، واللغة، والآداب، والعروض، وأصول الفقه، والتفسير، والعلم الحديث، والحكمة العقلية، وأصول العقائد، والهندسة، والحساب وغيرها...
أظهر وأشهر فنونه وكتبه في الفقه كانت ولا تزال مدار تدريس ومحط أنظار المؤلفين والمصنفين ومرجع علماء المجتهدين، ختم القرآن الكريم في سنة 920 وهو التاسعة من سني عمره.
كان يحرس الكرم ليلا، ويطالع الدروس، وفي الصباح يلقي الدروس على الطلبة. وكرمه الذي كان له في جبع معروف محله إلى الآن. وكان يحتطب لعياله ليلا، ويشتغل بالتجارة أحيانا، وكان يباشر بناء داره ومسجده الذي هو الى جنبها في قرية جبع .
كان الشهيد الثاني يستقي الماء من نبع القبي، وإذ بإبنة الشهيد الأول تمر من هناك وتدعو ربها بأن تتدفق المياه لتملأ جرتها، وإذ بالمياه تتدفق بسرعة فقام الشهيد حينئذ ودعا ربه بأن يتوقف تدفق المياه، فتوقف ومنذ تلك اللحظة أعجبا ببعضهما البعض وتزوجا.
لقد حقق الشهيد أمانيه التي كان يسعى إليها حيث لم يترك مدينة علمية إلا وزارها، واغترف من فيض معينها وقرأ على أعاظم أساتذتها حتى صار العارف بأحوال المذاهب الإسلامية باعتراف أكبر العلماء .
يبلغ عدد شيوخه من العامة والخاصة خمسة وعشرين شيخا درس عندهم وأجيز منهم رواية، فمن العامة تسعة عشر شيخا ومن الخاصة ستة
من أبرز آثاره العلمية: اجازات المشائخ، اجازة الحديث للشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي، أجوبة ستين مسألة، أ جوبة المباحث النجفية، أجوبة المسائل الثلاث الخرسانية، أجوبة المسائل الشامية، أجوبة مسائل الشيخ أحمد، أجوبة مسائل الشيخ زين الدين أجوبة المسائل الهندية، أحكام نجاسة البدن بالملاقاة وعدمها، الأربعون حديثا في الفضائل، ارث الزوجية، أسرار الزكاة والصوم والحج، الاقتصاد والإرشاد الى طريق الاجتهاد، أنوار الهدى في مسألة البدأ، جواهر الكلمات وغيرها ، وقد تجاوزت مؤلفاته 75 كتابا
قبض على الشهيد الثاني، وقتل وظلت آرائه التي بلغت المئات كما قيل في عالم الخلود. وظل الشهيد قمرا منيرا في حوزاتنا وظلت آراؤه وشروحه الفقهية هي التي تمسك بزمام تربية العلماء في جوهم الصاعد نحو الفجر المنير.
لم ينتهي الحقد المدفون في قلوب أعدائه، فاغتاله أحد أزلام ملك الروم بوشاية من قاضي صيدا، وقد كانت شهادته سنة 995 هجرية عن عمر مبارك لم يتجاوز الرابعة والخمسين أو الخامسة والخمسين عاما.
أحرق جسده الشريف بعد أن قتلوه، ورمي بهذا الرماد أي رماد الشهيد الثاني في الهواء، فلم يكن له مكان يدفن ولكن لديه مقام رمزي في إيران.
دليلة
739قراءة
2020-05-28 09:45:41