12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> كنتم خير أمة

بسم الله الرحمان الرحيم

أولاً:بطاقة النشاط :

إسم الملف

مشروع بنت الرسالة

إسم الورشة :

كنتم خير أمة

رقم المطالب المحققة في السجل :

رقم (30) "توضح مفهوم و أهمية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر"

(31) "تعدد شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

مدة النشاط :

47  د

المنصة الإلكترونية التي يمكن أن يقدم عبرها النشاط:

واتس آب أو الزووم

مواصفات المدربة:

قائدة دليلات / مبلغة حوزوية / عالم دين

ثانياً : مخطط تسلسل النشاط :

الفقرات

الشرح

المدة الزمنية

لوازم الفقرة

ملاحظة

الافتتاح

تلاوة قرآنية وحديث مهدوي/ التعرف إلى الورشة من خلال السؤال عن موضوع الورشة و اختيار عنوان مناسب لها.

4 د

قرآن كريم

آية 104 و 110 و 113 و 114 من سورة آل عمران

آيات قرآنية عن موضوع الورشة وكل فرد يقوم بقراءة آية بالترتيب

أنا أوّلا

مقطع صوتي لسماحة الشيخ محمد سبيتي يتحدث فيه عن قاعدة البدء بأنفسنا أولا.

4 د

المقطع الصوتي

 

مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

تقسيم العمل على رهطين، ويتسلّم الرهط الأول مهمة تعريف الأمر بالمعروف والرهط الثاني مهمة النهي عن المنكر.

4 د

 

 

أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

دراسة الحالة / عرض  فيديو يتمحوّر حول كيفية نمو الرذائل في المجتمع. بعدها تطرح مجموعة أسئلة على الأفراد.

10 د

فيديو ملحق 1

 

شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

طرح شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم إجراء مناقشة.

13 د

 

 

آثار الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و عواقب تركهما

عمل أرهاط، يقوم الرهط الأول بتحديد آثار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرهط الثاني بتحديد عواقب تركهما.

15 د

مجموعات خاصة بالأرهاط

 

ماذا قال قائدي؟

بوسترات تتضمن أحكام السيد القائد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

4 د

بوسترات

 

لو حدث معي...

عرض حالات ممكن أن تحصل مع الدليلة واستجوابها عن كيفية تصرفها

 

5 د

فيديوهات لو حدث معي

 

الإختتام

دعاء الحجة + سورة العصر

1 د

 

 

 

ثالثًا: تفاصيل النشاط:

الافتتاح:
•    البسملة
•    الصلوات
•    السلام على قائم آل محمد (وقوفًا) 
•    قرآن كريم: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾ 
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١١٠﴾
لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿١١٣﴾
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٤﴾
•    حديث مهدوي :

ورد عن النبيّ محمد صلّى الله عليه وآله: " المهدي حق و هو من ولد فاطمة ".
 

الفقرات 


المقدمة  
من بديهيَّات التعاليم الإسلامية أنّها رفضت الإنزواء في المجتمع، فلا رهبانيّة في الإسلام الذي بدَّل بصومعة التكامل الفردي المسجدَ الجامع الذي يتفاعل فيه أهله في مختلف قضاياهم الاجتماعية مع عباداتهم فيه. ولعلَّ من أهمّ العناوين الإسلامية التي تُبرز اهتمام الإسلام بالمجتمع هو "الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر" اللَّذيْن ورد عن الإمام الباقر عليه السلام أنّهما: "سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء". الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهمّ الفرائض الإسلاميّة، حيث يهدف إلى إصلاح المجتمع الإنسانيّ والحفاظ على الشريعة الإسلاميّة من التمزيق والتبديل، فالنهي عن المنكر يُحصّن الفرد والمجتمع والأمّة من الانحرافات السلوكيّة والروحيّة، والأمر بالمعروف يُكسب الفرد والمجتمع والأمّة الفضائل السلوكيّة والروحيّة. وهو ضمانة بقاء تعاليم الدِّين وقيمه حيّة، فبه انتشر الدِّين الإسلامي في أصقاع الأرض، وبه أُقيمت أركان الدِّين وفروعه. وهذا ما يؤكِّده كثير من الآيات والروايات، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "قوام الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود".

 

الفقرة الأولى: أنا أوّلا 
الأسلوب:

•    يتم ارسال مقطع صوتي لسماحة الشيخ محمد سبيتي.


•    أخذ بعض التعليقات من الأفراد حول مقطع الصوت.
•    تعقيب بجزء من المادة العلمية حيث يلزم.


المادة العلميَّة: 
إنّ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يجب أن يكون مؤتمرًا بما يأمر، منتهياً عمّا ينهى حتّى يؤثِّر كلامه في الآخرين.
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ﴾.
وقال سبحانه: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾.
ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه، فإنّما أُمرتم بالنهي بعد التناهي".
ويقول لقمان لابنه: "يا بنيّ... وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، وابدأ بنفسك".
ومَثَلُ الآمر والناهي غير المأتمر والمنتهي كما قال لقمان وهو يعظ ابنه: "يا بنيَّ، لا تأمر الناس بالبّر وتنسى نفسك، فيكون مثلك مثل السراج يُضيء للناس ويُحرق نفسه".
ولقد لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له والناهين عن المنكر العاملين به" كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام). وقد كان أنبياء الله والأئمّة (عليهم السلام) قدوة بالعمل قبل أن يقولوا فعن الأمير (عليه السلام): "أيّها الناس إنّي والله، ما أحثّكم على طاعة إلّا وأسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلّا وأتناهى قبلكم عنها".

الفقرة الثانية: مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الأسلوب:

•    تقسيم الوحدة/ العشيرة إلى رهطين(تسليم الرهط الأول مهمة تعريف الأمر بالمعروف، والرهط الثاني مهمة تعريف النهي عن المنكر)
•    مناقشة الإجابات.
•    التعقيب بحسب المادّة العلميّة، حيث يلزم.

المادة العلميَّة:
المراد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو قيام المكلّف بواجب التصدّي لتارك المعروف أو لفاعل المنكر؛ لحثّه على فعل المعروف وترك المنكر بأحد الأساليب التي وضعتها الشريعة لذلك. ولا بدّ قبل تفصيل هذه الفريضة الإلهية من تحديد أمرين هامّين:
أ- معنى المعروف: المراد بالمعروف كلّ فعل حسن أوجبَتْه الشريعة المقدّسة أو ندبت إليه، فإنْ كان واجبًا كان الأمر به واجبًا، وإنْ كان مستحبًّا كان الأمر به مستحبًّا.
ب- معنى المنكر: المراد بالمنكر كلّ فعل كرهته الشريعة، فحرّمت فعله أو حثّت على التنزّه عنه وتركه، فإنْ كان المنكر حرامًا كان النهي عنه واجبًا، وإنْ كان مكروهًا  كان النهي عنه مستحبًّا وراجحًا.

 

الفقرة الثالثة: أهميّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأسلوب: 

•    عرض فيديو يتمحور حول كيفية نمو الرذائل في المجتمع.


•    طرح على الأفراد الأسئلة التالية، و على كل فرد الإجابة بشكل فردي.
الأسئلة:
1.    ما هو برأيك سبب انتشار المفاسد في المجتمع؟
2.    كيف يمكننا أن نقوم بتحجيم هذه الرذائل أو الحدّ منها؟
3.    هل تعتبر أن هناك دافع للقيام وانقاذ المجتمع؟ أم أنك مع سياسة النأي بالنفس؟

المادة العلميَّة:
عن الإمام الباقر (عليه السلام): "إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض". ولعلَّ من أهمّ العناوين الإسلامية التي تُبرز اهتمام الإسلام بالمجتمع هو "الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر" اللَّذيْن ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّهما: "سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء". وخلفيَّة ذلك تكمن بالهدف الإلهيّ من خلق الله تعالى للإنسان، وهو الكمال الذي يريد عزّ وجلّ أن يتحقّق من خلال أمرين:
الأول: كمال الإنسان الفردي.
الثاني: كمال المجتمع الإنساني وقافلة البشرية.
فكما أنّ الإنسان عليه أن يسعى لكمال نفسه، فعليه أن يتحمّل مسؤوليته في كمال المجتمع الذي بدونه لا يتحقّق الكمال الفرديّ.


الفقرة الرابعة: شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الأسلوب: 

•    عرض شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
•    إجراء مناقشة حول المضمون.

المادة العلميّة: 
الشرائط هي:
1. العلم بالمعروف والمنكر: يجب على الآمر والناهي أن يعرف المعروف والمنكر وإلّا لا يجب عليهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إذا كان العامل لا يعتقد - إجتهادًا أو تقليدًا - بوجوب فعلٍ أو حرمته وإن كان الآمر يعتبر عمله - إجتهادًا أو تقليدًا - ترك واجبٍ أو فعل حرامٍ، فلا يجب عليه أمره ونهيه بل لا يجوز.
 2. إحتمال التأثير: إذا احتمل الآمر أو الناهي أن يؤثر أمره ونهيه (ولو في المستقبل) يجب عليه الأمر والنهي وإن ظن قويًا عدم التأثير. إذا كان الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا يحتمل التأثير من كلامه وحده ولكن يحتمل التأثير فيما لو نسّق مع آخرين واستعان بهم؛ فيجب التنسيق والإستعانة بهم للقيام بهذا الواجب المهم.
3. الإصرار على الذنب: أن يكون العاصي مصرّا على استمرار الذنب، فلو تبيّن أو إحتمل أنه سوف ينردع بدون الأمر والنهي (أي يأتي بالمعروف وينتهي عن المنكر) فلا يجب أمره ونهيه.
4. عدم استلزام المفسدة: عدم استلزام الأمر والنهي للمفسدة ، فلو احتمل احتمالًا عقلائيا حصول مفسدة للآمر والناهي، أو لمسلم آخر على أثر الأمر والنهي مثل الخوف على النفس أو العِرض أو المال أو الوقوع في الحرج، فلا يجب الأمر والنهي بل حتى قد لا يجوز في بعض الموارد. طبعًا إذا كان المعروف أو المنكر من الأمور التي يهتم بها الشارع المقدس كثيرًا (مثل حفظ النفس لمجموعة من الناس أو حفظ الإسلام وما شابه ذلك) فيجب لحاظ الأهمية، أي مجرد الضرر والحرج في هذه الموارد لا يمنع وجوب الأمر والنهي، فعلى هذا مثلًا لو توقفت إقامة الحجج الإلهية لرفع الضلال على بذل نفس واحدة أو أكثر فلا يسقط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ملاحظة: يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع توفر الشروط الأربعة معًا، فلو فُقد شرط واحد (بأن كان مستلزمًا للمفسدة مثلا) لا يجب الأمر والنهي حتى لو توفرت سائر الشروط.

الفقرة الخامسة: آثار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعواقب تركهما.
الأسلوب: 

•    يتم تقسيم الأفراد إلى مجموعتين.
•    المجموعة الأولى تحدّد آثار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمجموعة الثانية تحدّد عواقب تركهما.
•    تعرض المجموعات عملها.
•    تتم مناقشة العمل.
•    التعقيب بمضمون المادة العلمية حيث يلزم.

المادة العلمية: (المصدر كتاب حياة المجتمع اصدار جمعية المعارف الإسلاميّة)
آثار الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
إن بركات وآثار أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشمل الفرد كما تشمل المجتمع، فالذين يقومون بأداء هذه الفريضة ولا يقصرون فيها سيتنعمون بها وببركاتها، وستعمهم هذه الآثار والبركات في الدنيا فضلاً عن الأجر العظيم في الآخرة.
الآثار الفردية الدنيوية:
1- سلامة الدين والدنيا: قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "من كانت فيه ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة: يأمر بالمعروف ويأتمر به، وينهى عن المنكر وينتهي عنه، ويحافظ على حدود اللَّه عزَّ وجلّ‏ ".ذلك لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن أثّرا التأثير المطلوب في المأمورين والمنهيين سيسلم المجتمع من الآفات، بما يؤدي إلى سلامة أجواء المجتمع، الذي يعتبر الآمرين والناهين من أفراده، مما يصنع جوًا سليمًا للعيش والتطوّر والتكامل.
2- النصرة الإلهيّة: يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق اللَّه فمن نصرهما نصره اللَّه ومن خذلهما خذله اللَّه". إن الغرض من الأمر والنهي هو محاربة الفساد وبث الصلاح وهذان مراد اللَّه الدائم من الناس فالذي يقوم بهذه الفريضة يكون محققاً لما يريده اللَّه وناصراً له في الأرض وبالتالي فهو عامل من عمال اللَّه وجندي من جند اللَّه في الأرض ولا بدّ أن يكون منصورًا من اللَّه عزَّ وجلّ‏.
3- حفظ حظه من العمر والرزق: يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجلٍ ولا يقطعان من رزق". كأن الإمام علي (عليه السلام) يريد أن يقول إن المقدر للإنسان من العمر والرزق لا يخرم بالقيام بهذا الواجب، ومعنى ذلك أن القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس من أسباب تقصير الآجال ونقص الأرزاق.
4- الأمان من البلاء: قال اللَّه تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُون﴾(الأعراف:165). تحدثنا هذه الآية أن اللَّه تعالى يختص القائمين بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنجاة مما ينزله من عذاب وعقاب على الذين ظلموا. هذه الآية تحدثت عن قصة القرية التي كانت حاضرة البحر، حيث نهاهم الله تعالى عن الصيد يوم السبت، فقسم لم ينتهِ وقسم انتهى ولكنه لم ينه عن المنكر، وقسم انتهى ونهى عن المنكر، وخص الله الذين قاموا بالنهي بالنجاة من العذاب.
الآثار الأخروية:
1- رضوان اللَّه تعالى: قال اللَّه تعالى عن سليمان عليه السلام: ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾(مريم:55). فاللَّه تعالى قد عقب على قيام النبي سليمان (عليه السلام) بفريضة الأمر بالمعروف بخصوص الصلاة والزكاة بأنه "وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا مشعراً بأن عاقبة قيامه بهذا الأمر جعله مرضيًا عند اللَّه.
2- الفلاح: يقول تعالى في كتابه الحكيم بعد ذكره لطبيعة العلاقة بين أفراد المجتمع الإيماني القائمة على أساس المودة والتي من تفاصيلها الإيمان عقائديا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ﴿وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(آل عمران:104). فقيام الأفراد بواجب الأمر والنهي إضافة إلى تحليهم بالإيمان سبب موصل إلى قمة النجاح وهي الفلاح، حيث يكون قد استثمر طاقاته ووجوده خير استثمار فأفلح بهذا الاستثمار وأنتج النتيجة العالية المباركة لهذا الوجود.
3- دخول الجنة: عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إن للجنة بابًا يقال له باب المعروف فلا يدخله إلّا أهل المعروف، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة". لقد ذكرت الروايات أن للجنة أبوابًا كل باب مختص بفئة من الناس: فهناك باب خاص بالمجاهدين، كما أن هناك بابًا خاصًّا بالصابرين. وقد ذكرت هذه الرواية أن هناك بابًا خاصًّا لأهل المعروف، وأهل المعروف تشمل العاملين بالمعروف وكذلك الآمرين به، لأن نفس أمرهم هو معروف من جهة وهو مقدمة لفعل المعروف فلهم شراكة مع العاملين به إذا كان فعلهم بتأثير من الآمرين، وتكريمًا لهم جعل الله لهم بابًا خاصًا يدخلون منه إلى الجنة.
4- الثواب العظيم: يقول تعالى: ﴿مَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز﴾(آل عمران:185) إن نفس النجاة من النار ودخول الجنة فوز وأي فوز. وللجنة درجات كما للنار دركات.والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس دورهما فقط تخليص القائمين بهما من النار وفتح أبواب الجنة لهم ليعبروا إليها ويسكنوا فيها أي منزل (على عظمة هذه الكرامة وهذا الفضل) إلا أن علو المقام والدرجة أمر عظيم وله في دار الدنيا مسببات ومن الأمور التي تزيد الأجر والثواب والموجبة لرفعة المقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى ذلك قائلاً: "لكن يضاعفان الثواب ويعظمان الأجر".
عواقب ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
إن ترك القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أول عواقبه هو حرمان الفرد والمجتمع من بركاتهما. إضافة إلى أن ترك أي حكم من الأحكام الإسلامية وعدم القيام به سيوجد خللاً في دين الفرد وبنية المجتمع الإسلامي، ولذلك نرى اللَّه تعالى انحراف المجتمعات والأفراد ونزول العقاب الإلهي بذلك،﴿كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾(المائدة:79).
ولذلك نرى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يتألم من الحال التي وصل إليها مجتمع المسلمين نتيجة لا مبالاته وتساهله إزاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائلاً: "فإنا لله وإنا إليه راجعون، ظهر الفساد فلا منكر مغير ولا زاجر مزدجر، أبهذا تريدون أن تجاوروا (الله) في دار قدسه، وتكونوا أعز أوليائه عنده، هيهات لا يخدع اللَّه عن جنته ولا تنال مرضاته إلا بطاعته".
ومن مجموع الروايات والآيات تبرز الأخطار والعواقب المترتبة على ترك أداء هذه الفريضة، نذكر مبتدئين بالعواقب الفردية لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
1- نزع بركة الإيمان: إن الإيمان الحقيقي يفترض أن يتماهى الإنسان مع عقيدته في سلوكه وعواطفه وأحاسيسه ليكون صادقاً في إيمانه وتدينه، فعندما تنتهك حرمة الدين أمام ناظريه عليه أن يشعر بالأذى مما يرى ويعمل على تغييره، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "لا يحل لعين مؤمنة ترى اللَّه يعصى فتطرف حتى تغيره". وتدين ليس فيه هذه الحساسية تجاه معصية اللَّه لا بركة فيه بل يصل إلى حد أن يسلب من صاحبه. عن الإمام الصادق (عليه السلام): "كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له". لأن ترك هذا الواجب سيترك الساحة بلا موانع وحواجز أمام العصاة مما يؤدي إلى شيوع المعصية، وهذا عكس ما يريده اللَّه تعالى.
2- الإشتراك بالمعصية: إن عدم نهي فاعل المعصية عن معصيته، واللامبالاة اتجاهه سيجرؤه على الإقامة على المعصية بل والتوسع فيها إلى ما هو أخطر وأعظم وستكون وسيلة لدعوة غيره إليها.
3- سوء العاقبة: إن معيار الحياة في الإنسان هو حياته المعنوية، ومستوى حساسيته تجاه ما يخالف القيم التي يؤمن بها، وهو كاشف عن حياة هذا الدين وهذه القيم في نفسه، وبالتالي فإذا لم يحرك الدين والإيمان الفرد إلى تغيير هذا المنكر فإنّ هذا الإنسان ميت وإن كان يأكل ويشرب. عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "من ترك إنكار المنكر بقلبه ويده ولسانه فهو ميت بين الأحياء". وبالتالي فإنّ هذا الإنسان لو استمر على هذه الحال فإنه سيسلب منه تدينه وبركات تدينه ليبتلي بما يؤدي إلى سوء العاقبة حيث تنقلب المفاهيم والمعارف والقيم الدينية إلى أضدادها، فلا يتذوق ولا يتلذذ بحلاوة دينه ولا يسعد بها. عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "فمن لم يعرف بقلبه معروفًا ولم ينكر منكرًا، قلب فجعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه". وإذا أصبح كذلك فمن الطبيعي أن يكون مصيره في وادٍ من وديان جهنم. عن الإمام الصادق (عليه السلام): "ويل لقوم لا يدينون اللَّه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وهذه النتيجة ستحرم صاحبها من الرحمة الإلهية الخاصة بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وستُخرج هذا الإنسان من زمرة المحبوبين للَّه إلى زمرة المبغوضين له تعالى.عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن اللَّه عزَّ وجلّ‏ ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له، فقيل وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر".
العواقب الاجتماعية:
وإذ اكتفينا بما سبق ذكره من العواقب الفردية لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نشرع في ذكر العواقب الاجتماعية لترك هذه الفريضة. وقد سبق القول إن نفس الحرمان من بركات هذه الفريضة عقاب يضاف إليه جملة من الآفات:
1- إشاعة الفساد وإنقلاب القيم: إن ترك أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيفسح المجال تلقائياً لشيوع الفساد وانتشاره، حيث لا يجد الفاسدون وازعاً ولا رادعاً يقف أمام جنوحهم، إضافة إلى أنه سيجرئ آخرين للإنضمام إلى هؤلاء المفسدين ليعم الفساد في المجتمع بما لا يستثني حتى الساكتين والتاركين لهذه الفريضة. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن المعصية إذا عمل بها العبد سرّا لم تضر إلا عاملها، وإذا عمل بها علانية ولم يغير عليه أضرت بالعامة". 
2- تسلّط الظالمين والأشرار: إن اللَّه تعالى هو رب الناس جميعًا ومن مقام ربوبيته يوفّق الأفراد والمجتمعات إلى ما يليق بها من كمال بشرط أهليتها المنوطة بقيامها بواجباتها وأداء تكاليفها المعبرة عن اندفاعها للتربية الإلهية، فليس الأمر في الدنيا قائماً على الجبر. ولذا فإن خذلان دين اللَّه من خلال ترك هذه الفريضة ستكون نتيجته خذلان اللَّه لهذه الأمة ولهذا المجتمع. وبالتالي فإن النتيجة ستكون حرمان هذا المجتمع من العناية والرعاية الربانية، وأيضاً فإن النتيجة الموضوعية الطبيعية هي قيام ونشوء بيئة فاسدة سوف لن تنتج إلّا أفرادا فاسدين، وولاة أمر هذا المجتمع سوف يكونون على شاكلتها وإلى هذا أشار الإمام علي (عليه السلام): "لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم".
3- العذاب من اللَّه: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنما يجمع الناس الرضا والسخط وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم اللَّه بالعذاب لما عموه بالرضا". فالمجتمع الذي لا يقوم بهذه الفريضة يصبح محلاً لسخط اللَّه، وبالتالي فإن التقصير في أداء هذا التكليف لن تكون نتيجته فقط ما يترتب عليه موضوعياً من فساد وتسلط الظالمين، بل إن نزول العذاب حينها لن يكون مختصاً بمرتكبي المحرمات بل سيكون عاماً. قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليعمنّكم عذاب اللَّه".
4- نزع بركة الرزق: عن الإمام الصادق (عليه السلام): "أيما ناشئ نشأ في قوم ثم لم يؤدب على معصيته فإن اللَّه أول ما يعاقبهم فيه، أن ينقص في أرزاقهم". إن اللَّه عزَّ وجلّ‏ لا يمنع رزقه عن مخلوق حتى الملحدين فهو القائل ﴿كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾(الإسراء:20). ولكنّ لبعض الذنوب، وعلى رأسها ترك القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آثاراً كشفت عنها الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) تتعلّق بإدرار الرزق أو نقصه أو ذهاب بركته. بل أكثر من ذلك، إن القيام بأداء التكاليف وإقامة الدين سبب في ازدياد الرزق ونمو بركته، كما أن ترك أداء هذا التكليف موجب لقلة الرزق وذهاب بركته.


الفقرة السادسة: ماذا قال قائدي؟
الأسلوب: 

•    توزيع بوستات تتضمن أحكام السيد القائد حفظه الله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
•    الطلب من بعض الأفراد قراءة مضمون البوستات.

المادة العلمية: مضمون البوستات


1.    سؤال: ما هو واجب الشباب المؤمن فی الجامعات المختلطة تجاه المفاسد التی یشاهدونها فی بعض تلك الجامعات؟
ج: یجب علیهم ضمن التحرّز عن الإبتلاء بالمفاسد، القیام بواجب الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، فیما لو توفرت لدیهم شروطه وتمکنوا من ذلک.


2.    سؤال: تزوجت منذ عدة سنوات، وأنا کثیر الإهتمام بالشؤون الدینیة والمسائل الشرعیة، وأقلّد الإمام الراحل (قدّس سرّه)، إلاّ أن زوجتی وللأسف لا تهتم کثیراً بالمسائل الدینیة، وفي بعض الأوقات وبعد المشادّة الکلامیة بیننا تصلّي مرة وتترك مرات، وهذا مما یؤلمنی کثیراً، فما هو واجبی فی مثل هذه الحالة؟
ج: واجبك هو تهیئة ظروف إصلاحها بأیة وسیلة کانت، وتجنّب ممارسة أي خشونة یُفهم منها سوء الخُلُق وعدم الإنسجام، ولیکن علی ذکر منك بأن للمشارکة فی المجالس الدینیة وتبادل الزیارات مع العوائل المتدیّنة تأثیراً کبیراً فی الإصلاح.


3.    سؤال: ما هو الأسلوب الذی ینبغی للإبن سلوکه تجاه الأبوین اللذین لا یهتمان بتکالیفهما الدینیة بسبب عدم اعتقادهما الکامل بها؟
ج: یجب علیه أمرهما بالمعروف ونهیهما عن المنکر بلسان لیِّن مع المحافظة علی احترامهما کوالدین.


4.    أخي لا یراعی الأمور الشرعیة والأخلاقیة، ولم تؤثر فیه النصیحة إلی الآن، فما هو واجبی حین مشاهدة أمثال هذه المواقف منه؟
ج: یجب علیك إظهار الإستیاء من هذه التصرّفات المخالفة للشرع، وتذکیره بأي أسلوب أخوی تراه مفیداً ومؤثراً، ولکن لا تقطع الرحم فإنه غیر جائز.
الفقرة السابعة: لو حدث معي...
الأسلوب: 
•    عرض فيديو (لو حدث معي 1)
•    طرح سؤال: كيف تتصرف لو حدث معك نفس الموقف؟
•    ثم عرض فيديو (لو حدث معي 2)
•    يتبعه سؤال: هل كان على الشاب أن ينهى هؤلاء الفتية عن أفعالهم المؤذية؟
•    إجراء مناقشة، وترك حرية للأفراد التعبير ولو بكلمة حول ما الاستفادة التي تحققت من النشاط؟
الاختتام: 
دعاء الحجة عجل الله فرجه + سورة العصر

 

 

دليلة
3383قراءة
2022-05-23 12:32:56

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا