لماذا القدوة؟؟
إنّ الحاجة إلى اختيار القدوة في حياة الإنسان هو لمعرفة سلوك الطريق الموصلة إلى النجاة والسعادة ومن خلال شخصية المختار يمكن للإنسان تكوين الملامح العامة للشخصية.
فمثلًا، لكي تسلك طريق مكارم الأخلاق لا بدّ من اختيار النموذج الأكمل والحامل للقيم الأخلاقية السامية والمتحلّي بها واتّخاذه قدوة وأسوة في ذلك، وهكذا الحال في الفضائل والمكارم التي يرغب الإنسان بالتحلّي بها.
وحيث يكون الإختيار خاطئًا فإنّ ذلك يؤدّي إلى الوقوع في المهالك والعواقب السيئة، وهذا ما يفرض اتّباع من لا يَضلّ ولا ينسى وهو الله تبارك وتعالى.
محمد صلى الله عليه وآله وسلم القدوة
إنّ اتّباع الباري عزَّ وجل يحتّم علينا الانقياد التامّ والمطلق لأوامره ونواهيه ومن جملة ما أمر به سبحانه الاقتداء والتأسّي بالنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مفتاحًا لرضوانه وطريقًا إلى جنانه. فقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.1
وقال تعالى على لسان نبيّه الكريم: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾2
فالاهتداء والاتّباع والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم واقتفاء أثره والسير على طريقه، يوصل الإنسان إلى درجة القرب من الله تعالى والمحبّة الإلهيّة.
فمن كان من الناس يبحث عن قدوة وأسوة فأين هو عمَّن مدحه الله تعالى في كتابه الكريم قائلًا: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.3
وقيل في سبب نزول هذه الآية أنّه كان صلى الله عليه وآله وسلم قد لبس بُردًا نجرانيًّا ذا حاشية غليظة، فبينما هو يمشي إذ جذبه أعرابيٌّ من خلفه فحزَّت وأثّرت في عنقه، وقال له الأعرابيّ: أعطني عطائي يا محمّد، فالتفت إليه صلوات الله عليه وآله مبتسمًا وأمر له بعطائه، فنزل قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ فمدحه الله بهذه مدحةً لم يمدح بها أحدًا من خلقه.4
1- سورة الأحزاب، الآية 21.
2- سورة آل عمران، الآية 31.
3 سورة القلم، الآية 4.
4- إرشاد القلوب، الديلمي ج1، ص 262
تدريب
1615قراءة
2015-12-20 14:38:02