الإمام جعفر الصادق عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
بطاقة الهويّة
هو الإمام جعفر بن محمد عليهما السلام.
الأم: أم فروة ، وهي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
الكنية: أبو عبد الله، وأبو اسماعيل، وأبو موسى.
لقبه: الصادق: لُقّب به لأنّه كان يصدق القول والعمل دائماً.
ولادته المباركة: 17 ربيع الأول 83 هـ.
شهادته: 25 شوال 148هـ.
مكان الدفن: البقيع.
نشأته :
نشأ الإمام الصادق عليه السلام في مهد العلم ومعدنه ، وترعرع في بيت النبوّة ، فأقام مع جدّه علي بن الحسين عليه السلام إثنتي عشرة سنة، فتغذّى منه وأخذ عنه في حياته حتّى أشرق في قلبه نور الحكمة بما درس وبما تلقّّى. وبعد وفاة جدّه استقلّ بتربيته والده الإمام الباقر عليه السلام ، وقد عاش بعد وفاة أبيه عليه السلام تسع عشرة سنة.
ظروف إمامته :
إستلم الإمام الصادق عليه السلام الإمامة الفعلية في ظروف سياسيّة صعبة ، حيث كان الصراع على أشدّه ، وكانت إنتفاضات العلويين والزيديين والقرامطة والزنج وسواهم من طالبي السلطة في خضمّها ، ما أتاح للإمام عليه السلام أن يمارس نشاطه التبليغي والتصحيحي في ظروف سياسية ملائمة بعيداً عن أجواء الضغط والإرهاب، وفي مناخ علمي خصب تميّز بحرية الفكر والاعتقاد وزوال دواعي الخوف والتقية من الحكام. وقد سجّل الإمام عليه السلام موقفاً متحفظاً من جميع الحركات المعارضة والتي كانت تحمل شعار (الرضا من آل محمد) لأنها لا تمثّل الإسلام في أهدافها وتوجهاتها وإنما كان هاجسها الوصول إلى السلطة. ولأن المرحلة آنذاك كانت تتطلب ثورة إصلاحية من نوع آخر لمواجهة المستجدات التي كادت تطيح جوهر الإسلام فيما لو انشغل الإمام عليه السلام عنها بالثورة المسلحة، ركّز الإمام عليه السلام في حركته على تمتين وتقوية الأصول والجذور الفكرية والعلمية وراح يربّي العلماء والدعاة وجماهير الأمة على مقاطعة الحكام الظلمة عن طريق نشر الوعي العقائدي والسياسي والفقهي ، يقول عليه السلام: "من عذر ظالماً بظلمه سلّط الله عليه من يظلمه".
حلمه وكرمه :
كان الإمام الصادق عليه السلام حَسَن العشرة ، طيّب الخلُق. وكانت للإمام عليه السلام كما لآبائه قبله ، هبات سريّة فكان إذا أظلم الليل تستّر بثوبه ، وأخذ جراباً فيه الخبز واللحم والدراهم فيحمله ثم يذهب به الى أهل الحاجة فيقسمه فيهم وهم لا يعرفونه ، وما علموا ذلك حتى استشهد ، فافتقدوا من كان يذكرهم فعلموا أنّها من أبي عبد الله الصادق عليه السلام.
ومن عظيم حلمه أنّه عليه السلام كان قد نهى أهل بيته عن الصعود الى سطح المنزل ، فدخل يوماً فإذا بجارية ممن تربّي بعض ولده قد صعدت والصبي معها ، فلما بصرت به خافت وتحيرت وسقط الصبي الى الأرض ومات ، فخرج عليه السلام وهو متغيّر اللون ، وعندما سُئل عن ذلك قال عليه السلام: [ما تغيّر لوني لموت الصبي وإنّما تغير لوني لِمَا أدخَلْتُ على الجارية من الرعب]. وقال لها عليه السلام:[أنت حرّة لوجه الله].
جامعة أهل البيت عليهم السلام :
كانت الفترة التي حكم فيها "أبو العباس السفاح" أول ملوك بني العباس فترة الثورات وملاحقة بني أمية، فتُرك الشيعة وتُرك أهل البيتعليهم السلام فاستغّل الامام الصادق عليه السلام هذه الفرصة للتدريس وفتح جامعة ضخمة في مسجد جدّه رسول صلى الله عليه وآله وأخذ ينشر العلوم التي منعها الأمويّون وكتم عليها الظالمون.. فانتشر علم آل محمد صلى الله عليه وآله في الآفاق وجاءت القوافل من طلبة العلم بالمئات إلى المدينة ليحضروا دروس الامام الصادق عليه السلام، وقد قدّر العلماء طلبة هذه الجامعة الضخمة بأربعة آلاف شخص كلّهم أخذوا العلم من الإمام العظيم عليه السلام، وكانت حلقات هذه الدروس متنوعة كالفقه والأحكام الشرعية مع مناقشة الأدلّة، وعلم الكلام ، بالإضافة الى تناول بعض المسائل الاعتقادية ومعالجة الشبهات الدخيلة، وبالإضافة الى علم الطب والكيمياء وتفسير القرآن وعلوم الحديث.. وغيرها.
واستطاع الامام الصادق عليه السلام ان يصنع طبقة كبيرة جداً من المثقفين والعلماء واستطاع خلال هذه الفترة المختصرة من الحرّية أن ينشر من العلوم ما ملأ الخافقين إلى يومنا هذا.
شهادته عليه السلام :
بعد عمرٍ زاخر بالعلم والعمل ، والسعي والجهاد ، فارق الإمام الصادق عليه السلام الحياة منتقلاً الى جوار ربّه شهيداً على يد عامل المنصور العباسي في المدينة ، الذي وضع له السم في عنب قدّمه له. وكانت شهادته عليه السلام في المدينة المنوّرة ، ودفن مع أبيه وجدّهعليهم السلام.
الأنشطة الثقافية
2798قراءة
2015-12-27 12:44:47