12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> أبا الفضل في كلام أهل البيت عليهم السلام

أبا الفضل في كلام أهل البيت عليهم السلام

الإمام علي عليه السلام يُقبّل ساعدي العباس عليه السلام .

كان الاِمام علي عليه السلام يوسع العباس تقبيلاً، وذات يوم أجلسه في حجره، وشمّر عن ساعديه، فجعل الاِمام عليه السلام يقبّلهما، وهو غارق في البكاء، فبهرت أمّ البنين، وراحت تقول للاِمام: « ما يبكيك ؟ »
فأجابها بصوت خافت حزين النبرات: «نظرت إلى هذين الكفّين، وتذكّرت ما يجري عليهما.. »، سارعت أمّ البنين بلهفة قائلة: « ماذا يجري عليهما»، فأجابها الاِمام عليه السلام بهمسات مليئة بالاَسى والحزن قائلاً: «إنّهما يُقطعان من الزند..»، فسارعت وهي مذهولة قائلة: « لماذا يقطعان ».. فأخبرها بأنّهما يقطعان في نصرة الإسلام، والذبّ عن أخيه الحسين عليه السلام . فأجهشت أمّ البنين في البكاء، وحمدت الله تعالى في أن يكون ولدها فداءً لسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وريحانته1.


وورد عن الاِمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: [رحم الله عمّي العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قُطعت يداه، فأبدله الله بجناحين، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة.. »
الاِمام الصادق عليه السلام :«كان عمّي العبّاس بن علي عليه السلام نافذ البصيرة، صُلب الاِيمان، جاهد مع أخيه الحسين، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً.. »
وزار الاِمام الصادق عليه السلام أرض الشهادة والفداء كربلاء، وبعدما انتهى من زيارة الاِمام الحسين وأهل بيته والمجتبين من أصحابه، انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس، ووقف على المرقد المعظّم، وزاره بالزيارة التالية التي تنمّ عن سموّ منزلة العبّاس، وعظيم مكانته، وقد استهلّ زيارته بقوله: «سلام الله، وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين.. ». «أشهد أنّك لم تهن ولم تنكل، وانّك مضيت على بصيرة من أمرك، مقتدياً بالصالحين، ومتبعاً للنبيّين، فجمع الله بيننا، وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين، فانّه أرحم الراحمين.. »
ويزوره صاحب العصر والزمان عليه السلام قائلاً: «السلام على أبي الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين، المؤاسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد، وحكيم بن الطفيل الطائي..»

--------------------------------------------------
2 - يراجع الشاكر , حسين , شهداء أهل البيت عليهم السام قمر بني هاشم , ص26.

الأنشطة الثقافية
1807قراءة
2015-12-27 13:06:54

تعليقات الزوار


alzahra2