قمر بني هاشم عليه السلام
الأم: فاطمة بنت حزام بن خالد,المكنّاة بأم البنين.
ألقابه: قمر بني هاشم، السقّاء، حامل اللواء, نافذ البصيرة.
الكنية: أبو الفضل.
ولادته: 4 شعبان 26 هـ.
شهادته: 10 محرم 61 هـ.
مكان الدفن: كربلاء المقدسة.
ولادته
بعد شهادة بضعة الرسول صلى الله عليه وآله وريحانته سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام ، أوكل الإمام علي عليه السلام أخاه عقيلاً - وكان عالماً بأنساب العرب - أن يخطب له اْمرأة قد ولدتها الفحول ليتزوّجها, وينجب غلاماً زكياً شجاعاً لينصر ولده الإمام الحسين عليه السلام في ميدان كربلاء، فأشار عليه عقيل بالسيّدة أمّ البنين الكلابية, فإنّه ليس في العرب من هو أشجع من أهلها، ولا أفرس. تزوّجها الإمام علي عليه السلام ، وقد رأى فيها العقل الراجح، والإيمان الوثيق وسموّ الآداب، ومحاسن الصفات.
وكان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو أبو الفضل العباس عليه السلام ، وقد ازدهرت يثرب، وأشرقت الدنيا بولادته وسَرَت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلوية، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عطراً.
نشأته:
نشأ أبو الفضل العبّاس عليه السلام نشأةً صالحة كريمة، قلّما يظفر بها إنسان, فقد نشأ في ظلال أبيه رائد العدالة الاجتماعية في الأرض، فغذّاه بعلومه وتقواه، وأشاع في نفسه النزعات الشريفة، والعادات الطيّبة ليكون مثالاً عنه، وانموذجاً لمثله، حيث قام أمير المؤمنين علي عليه السلام برعاية ولده أبا الفضل في طفولته، وعنايته كأشدّ ما تكون العناية فأفاض عليه من مكوّنات نفسه العظيمة العامرة بالاِيمان والمثل العليا، وقد توسّم فيه أنه سيكون بطلاً من أبطال الاِسلام.
ولازم أبو الفضل أخويه السبطين الحسن والحسين عليه السلام سيّدي شباب أهل الجنّة، فكان يتلقّى منهما قواعد الفضيلة، وأسس الآداب الرفيعة، وقد لازم بصورة خاصة أخاه أبا الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، فكان لا يفارقه في حله وترحاله، وقد تأثّر بسلوكه، وانطبعت في قرارة نفسه مُثُله الكريمة وسجاياه الحميدة، حتى صار صورة صادقة عنه، يحكيه في مثله واتجاهاته.
صفاته
1 ـ الإيثار: تجلى الإيثار بأسمى معانيه في أبي الفضل العباس عليه السلام , حيث يقول الإمام السجاد عليه السلام : "رحم الله عمي العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه، فأبدَلَه الله بجناحين، يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب عليه السلام، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة" .
2. الشجاعة: ورث أبو الفضل هذه الصفة الكريمة من أبيه الإمام علي عليه السلام ، وأخواله الذين عُرفوا بالشجاعة من بين سائر الأحياء العربية.
3 ـ الاِباء: أبى عليه السلام أن يعيش ذليلاً في ظلّ الحكم الأموي الظالم، فاْندفع إلى ساحات الجهاد كما اْندفع أخوه أبو الأحرار الذي رفع شعار العزّة والكرامة، وأعلن أن الموت تحت ظلال الأسنّة سعادة، والحياة مع الظالمين برماً.
4 ـ الصبر: فقد ألمّت به يوم الطف من المصائب والمحن التي تذوب من هولها الجبال، فلم يجزع، ولم يُدلِ بأيّ كلمة تدلّ على سخطه، وعدم رضاه بما جرى عليه وعلى أهل بيته، وانّما سلّم أمره إلى الخالق العظيم، مقتدياً بأخيه سيّد الشهداء عليه السلام .
5 ـ قوّة الإرادة: لقد سطر العباس عليه السلام أروع الصور في قوة بأسه، وصلابة إرادته، فانضمّ إلى معسكر الحق، ولم يهن، ولم ينكل، وبرز على مسرح التاريخ كأعظم قائد فذّ.
الأنشطة الثقافية
2642قراءة
2015-12-27 13:16:06
Fatima Nasreddine |