ملاذ المساكين
يتحمّل الأثرياء في الدين الإسلامي مسؤولية كبيرة تجاه الفقراء والمساكين في
المجتمع، وبموجب الأواصر الروحية العميقة والعلاقات الأخوية الدينية المترسّخة بين
المسلمين يجب عليهم بذل قصارى جهدهم لسد حاجات الفقراء والمساكين في المجتمع،
ولم يكتف نبي الإسلام وأئمّة ديننا بالتأكيد على ذلك فقط، بل كان كلّ واحد منهم مثالاً
بارزاً ورائعاً لحب الإنسانية ورعاية المحتاجين. لم يكن الإمام الثاني يتمتع بمكانة راقية
من ناحية العلم والتقوى والزهد والعبادة فقط، بل كان أيضاً في قمّة السخاء والجود،
وأشهر من نار على علم في الاعتناء بالمساكين والفقراء في عصره. كان وجوده باعثاً
على الشعور بالأمان في القلوب المنكسرة وملاذاً للفقراء والمساكين وبارقة أمل
للمستضعفين، وما عاد فقير طرق بابه يوماً خالي الوفاض من عنده، ولا رجع مهموم
منكسر القلب حمل شكواه إليه إلاّ وقد وضع له بلسماً على جراحه، وكان كثيراً ما يحدث
انّ الإمام يبادر هو بتقديم يد العون للآخرين وسد حاجاتهم قبيل أن يسأله الفقير
ويتصبّب منه عرق الحياء وتبدو عليه مذلّة السؤال.
الأنشطة الثقافية
1280قراءة
2015-12-29 11:07:33