12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> علي في القرآن الكريم

علي في القرآن الكريم
علي في القرآن الكريم


1 ـ نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

عليٌّ أحد المدعوين في مباهلة وفد نصارى نجران ، إذ قال عزَّ من قائل : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبْنَاءَنَا وَأبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِين ) (2) ، أولئك هم الذين اصطفاهم الله وانتخبهم رسول الله : عليٌّ وفاطمة والحسنان عليهما السلام ، بهم خلَّد التأريخ حدثاً عظيماً يعدُّ من احدى معاجز حضرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

وأجمع المفسِّرون على أنَّ المقصود من ( أنفسنا ) نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونفس عليٍّ عليه السلام (3) .


2 ـ عليٌّ عليه السلام من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخاصَّته :

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليٌّ وفاطمة والحسنان عليهما السلام هم المدعوون بأصحاب الكساء الخمسة ، والمشار إليهم بقوله تعالى : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (4) .
نزل الروح الأمين بهذه الآية المباركة ، حينما جلَّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام بكساءٍ حبري ، وغشَّاهم به ، ثُمَّ أخرج يديه المباركتين فألوى بهما إلى السماء ، ثُمَّ قال : « اللَّهمَّ هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيرا » (5) .

3 ـ القرآن الكريم يأمر بالصلاة على آل بيت النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم :

ولمَّا كان الإمام عليٌّ عليه السلام من أهل بيت محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فله شأن في قوله تعالى : ( إنَّ اللهَ وَمَلأئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (6) وممَّا لاريب فيه كانت هذه « الصلاة » من الواجبات في حال التشهد؛ لما ثبت بالتواتر حينما سألوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : كيف نصلِّي عليك يا رسول الله ؟

فقال : « قولوا : اللَّهمَّ صلِّ على محمدٍ وآل محمدٍ ، كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمدٍ وآل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم » (7) .

وفي هذا الشأن أنشد الشافعي أبياته الشهيرة :

يا أهل بيت رسـول الله حبُّكـمُ * فـرضٌ من الله في القـرآن أنزله
كفاكــمُ من عظيـم الشأن أنَّكمُ * مَنْ لم يُصلِّ عليكم لا صلاة له (8)

4 ـ علي عليه السلام يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله :

تخلَّف عليٌّ عليه السلام يوم الهجرة ليبيت في فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويصرف الأعداء عنه ، ويؤدِّي الأمانات إلى أهلها ، حتى تكتمل رسالة الإسلام المحمَّدية ، فنزل فيه قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد ) (9) .

 


5 ـ عليٌّ عليه السلام وسورة الدهر :

لم يختلف أهل التفسير على أنَّ سورة « الانسان » أو « هل أتى » نزلت خاصَّةً في عليٍّ وأهل بيته عليهم السلام (10) ، في قصَّة التصدُّق على المسكين واليتيم والأسير ، ( فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً... إنَّ هذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً ) (11) .

6 ـ في بيوت أذن الله أن ترفع :

لمَّا تلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال ) (12) ، قيل له : أي بيوت هذه ؟!

قال عليه أفضل الصلاة وأتمُّ السلام : « بيوت الأنبياء » ، ثُمَّ قيل له : هذا البيت منها ـ إشارة إلى بيت عليٍّ وفاطمة عليها السلام ـ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « نعم ، من أفاضلها » (13).

7 ـ بعليٍّ كفى الله المؤمنين القتال :

في استبساله يوم وقعة الأحزاب قيل : إنَّ الآية المباركة : ( وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال ) (14) نزلت في الإمام عليٍّ عليه السلام. حتى أنَّ ابن مسعود كان يقرأ الآية : ( وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال ) بعليٍّ بن أبي طالب (15) .

8 ـ ليس أفضل من إيمان عليٍّ عليه السلام وجهاده في سبيل الله :

والآية الكريمة تشهد بجهاد عليٍّ وبطولاته : ( أجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لأيَسْتَوُونَ عِندَ اللهِ وَاللهُ لأيَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدَوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأمْوَالِهِمْ وَأنفُسِهِمْ أعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُون ) (16) ، عند تفاخر « العبَّاس وطلحة » بالسقاية وسدانة الكعبة (17) .

____________
1) مسند أحمد 1 : 331 ، المستدرك 3 : 143|4652.
2) سورة آل عمران : 61.
3) انظر : معالم التنزيل البغوي 1 : 480 ، الكشَّاف | الزمخشري 1 : 370 ، أسباب النزول | الواحدي : 74 ـ 75 ، دار ومكتبة الهلال بيروت 1991م ، صحيح مسلم 4 : 1871|32 ـ 2404 ، سنن الترمذي 5 : 638|3724 ، سير أعلام النبلاء ( سيرة الخلفاء الراشدين ) : 230.
4) سورة الأحزاب : 33.
5) من مصادر حديث الكساء : تفسير الرازي 8 : 80 ، أسباب النزول : 252 ، مسند أحمد 4 : 107 و6 : 292 ، 304 ، صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة 4 : 1883|2424.
6) سورة الأحزاب : 56.
7) صحيح البخاري 6 : 217|291 ، الترمذي 5 : 359|322.
8) الصواعق المحرقة باب 11 فصل1 : 148.
9) سورة البقرة : 207 ، وانظر التفسير الكبير 5 : 204.
10) أنظر : الكشَّاف 4 : 670 ، تفسير الرازي 30 : 243 ، فتح الباري | الشوكاني 5 : 349 ، روح المعاني 29 : 157 ـ 158 ، معالم التنزيل 5 : 498 ، تفسير أبي السعود 9 : 73 ، تفسير البيضاوي 2 : 552 ، تفسير النسفي 3 : 628 ، أسباب النزول : 322.
11) سورة الإنسان : 11 و22.
12) سورة النور : 36.
13) الدرُّ المنثور ، عند تفسير الآية ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة ، وذكره الحاكم في شواهد التنزيل : من سورة النور |567 ـ 568 ، والآلوسي في روح المعاني 18 : 174.
14) سورة الأحزاب : 25.
15) أنظر : دلائل الصدق 2 : 174 ، ما نزل من القرآن في عليٍّ | أبو نعيم : 172 ، تحقيق المحمودي.
16) سورة التوبة : 19 ـ 20.
17) أنظر أصحاب التفاسير المعتمدة كالطبري والبغوي والقرطبي وابن الجوزي والرازي والخازن ، عند تفسير الآيات من سورة التوبة.

مهدي
1267قراءة
2016-01-01 16:25:56

تعليقات الزوار


doha tarhini