من كرامات ومعجزات الإمام محمد الباقر (عليه السلام)
إحضار الميت
عن أبي عيينة قال: كنت عند أبي جعفر (ع) فدخل رجل فقال: أنا من أهل الشام أتولاكم وأبرأ من عدوكم وأبي كان يتولى بني أمية وكان له مال كثير ولم يكن له ولد غيري، وكان مسكنه بالرملة وكانت له جنينة يتخلّى فيها بنفسه، فلما مات طلبت المال فلم أظفر به ولا أشك أنه دفنه وأخفاه مني.
قال أبو جعفر (ع) : «أفتحب أن تراه وتسأله أين موضع ماله؟».
قال: إي والله إني فقير محتاج.
فكتب أبو جعفر (ع) كتاباً وختمه بخاتمه ثم قال: «انطلق بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتى تتوسطه، ثم تنادي: يا درجان يا درجان، فإنه يأتيك رجل معتم فادفع إليه كتابي وقل: أنا رسول محمد بن علي بن الحسين، فإنه يأتيك به فاسأله عما بدا لك».
فأخذ الرجل الكتاب وانطلق.
قال أبو عيينة: فلما كان من الغد أتيت أبا جعفر (ع) لانظر ما حال الرجل فإذا هو على الباب ينتظر أن يؤذن له، فأذن له فدخلنا جميعاً، فقال الرجل: الله يعلم عند من يضع العلم، لقد انطلقت البارحة وفعلت ما أمرت، فأتاني الرجل فقال: لا تبرح من موضعك حتى آتيك به، فأتاني برجل أسود فقال: هذا أبوك!.
قلت: ما هو أبي.
قال: بل غيره اللهب ودخان الجحيم والعذاب الأليم.
فقلت له: أنت أبي؟
قال: نعم.
قلت: فما غيّرك عن صورتك وهيئتك؟
قال: يا بني، كنت أتولى بني أمية وأفضلهم على أهل بيت النبي بعد النبي (ص) فعذبني الله بذلك، وكنت أنت تتولاهم فكنت أبغضك على ذلك، وحرمتك مالي فزويته عنك، وأنا اليوم على ذلك من النادمين، فانطلق يا بني إلى جنينتي فاحتفر تحت الزيتونة وخذ المال وهو مائة ألف وخمسون ألفاً، فادفع إلى محمد بن علي (ع) خمسين ألفاً والباقي لك.
ثم قال: فأنا منطلق حتى آخذ المال وآتيك بمالك.
قال أبو عيينة: فلما كان من قابل دخلت على أبي جعفر فقلت: ما فعل الرجل صاحب المال؟
قال: «قد أتاني بخمسين ألف درهم فقضيت منها ديناً كان عليّ وابتعت منها أرضاً بناحية خيبر، ووصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي».
الطعام واللبنة
عن قيس بن الربيع قال: كنت ضيفاً لمحمد بن علي (ع) وليس في منزله غير لبنة، فلما حضر العشاء قام فصلى وصليت معه، ثم ضرب بيده إلى اللبنة فأخرج منها مشعلاً ومائدة مستوى عليها كل حار وبارد، فقال: «كل».
فأكلت، ثم رفعت المائدة في اللبنة، فخالطني الشك حتى إذا خرج لحاجته قلّبت اللبنة فإذا هي لبنة صغيرة، فدخل (ع) وعلم ما في قلبي، فأخرج من اللبنة أقداحاً وكيزاناً وجرة فيها ماء فشرب وسقاني، ثم أعاد ذلك إلى موضعه وقال: «مثلك معي مثل اليهود مع المسيح (ع) حين لم يثقوا به»، ثم أمر اللبنة أن تنطق، فتكلمت.
التفاحة والحجر
عن جابر بن يزيد قال: خرجت مع أبي جعفر (ع) وهو يريد الحيرة، فلما أشرفنا على كربلاء قال لي: «يا جابر هذه روضة من رياض الجنة لنا ولشيعتنا، وحفرة من حفر جهنم لأعدائنا»، ثم قضى ما أراد والتفت إليّ وقال: «يا جابر».
قلت: لبيك.
قال لي: «تأكل شيئاً؟».
قلت: نعم.
فأدخل (ع) يده بين الحجار فأخرج لي تفاحة لم أشم قط رائحة مثلها
لا تشبه فاكهة الدنيا، فعلمت أنها من الجنة فأكلتها، فعصمتني عن الطعام أربعين يوماً لم آكل ولم أحدث.
الأعمى والرؤية
عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر (ع) : أنا مولاك ومن شيعتك، ضعيف ضرير اضمن لي الجنة.
قال: «أو لا أعطيك علامة الأئمة؟».
قلت: وما عليك أن تجمعها لي؟
قال: «وتحب ذلك؟».
قلت: كيف لا أحب؟
فما زاد أن مسح (ع) على بصري، فأبصرت جميع ما في السقيفة التي كان فيها جالساً.
قال: «يا أبا محمد، مد بصرك فانظر ماذا ترى بعينيك».
قال: فوالله ما أبصرت إلا كلباً وخنزيراً وقرداً.
قلت: ما هذا الخلق الممسوخ؟
قال: «هذا الذي ترى هذا السواد الأعظم لو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلا في هذه الصور، ـ ثم قال: ـ يا أبا محمد إن أحببت تركتك على حالك هكذا وحسابك على الله، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالتك الأولى».
قلت: لا حاجة لي إلى النظر إلى هذا الخلق المنكوس، ردني ردني، فما للجنة عوض.
فمسح (ع) يده على عيني فرجعت كما كانت.
مهدي
1508قراءة
2016-01-18 21:58:24
خادم فاطمة (ع) |