أسبوع الصدقة
بينما كان الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام، كان أبا ذر الغفاري يصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهمّ اشهد أنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً، وكان علي عليه السلام راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختّم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا فرغ النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: "اللهمّ موسى سألك فقال: ربّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي، اشددْ به أَزْري و أشرِكْهُ في أمري، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: سنشدُّ عَضُدُكَ بأخيكَ ونجعل لكما سلطاناً فلا يصِلون إليكما بآياتنا...اللهمّ وأنا محمّد نبيك وصفيُّك، اللهمّ واشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشددْ به ظهري".
ويقول أبو ذرّ: فما استتمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الكلمة حتى نزل جبرائيل من عند الله تعالى إلى الرسول الأكرم وقال يا محمّد اقرأ:
﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
إنها آية الولاية، التي نزلت في تصدّق أمير المؤمنين (عليه السلام) بخاتمه أثناء الصلاة.
إنّ نزول هذه الآية المباركة إنما هي دلالة على القيمة الكبرى للصدقة في الإسلام، وعلى مكانتها الكبرى عند الله تعالى، فقد ورد عن لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله): "تقع في يد الله قبل أن تقع في يد العبد".
من هنا كان أسبوع الصّدقة، لما فيه من آثار وبركات أكّد نبيّنا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها فهي سبب لإستنزال الرزق.. ومداواة المرض.. ورحمة للموتى، وهي ذات الآثار الجليلة التي عبَّر عنها الإمام الصادق عليه السلام بقوله:"الصدقَّة تدفع ميتة السوء وتدفع سبعين نوعاً من البلاء".
إنّ البذل والعطاء والكرم والتبرعات والصدقات أمور يرغب الإسلام في ممارستها وإحيائها ويدعو المسلمين إلى أن تعيش بينهم بروح سمحة وعاطفة رقيقة وحنان متدفق.
فالعطاء وليد نفس صافية شفافة، تفجرت أثر رؤية فقير أو يتيم أو مسكين، فتفاعلت مع هذا المشهد الحزين الذي ألحّ على ضمير هذا الإنسان ونفسه كي يقدم غيره ويؤثره على نفسه ويرى لذته في هذا الإيثار وقرة عينه أن يظمأ ليرتوي غيره...
الأنشطة الثقافية
1768قراءة
2016-01-04 18:52:23
H@ss@n @l @w@d |