للمسيح غيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
وللمسيح غَيبَةٌ
لم يكن ابن العسكري عليه السلام أول من غاب عن قومه وأمته. فالأمم تبعت بعضها بعضاً في الظلم والعتوّ، حذو النعل بالنعل، كما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه واله.
فقد غاب إدريس وصالح وكذلك إبراهيم ويوسف وموسى، وأيضاً عيسى عليه السلام لما أراد بنو اسرائيل قتله ( بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً ) وكذلك غاب الرسول المصطفى حينما حاصروه في شعب أبي طالب سنيناً ثلاث.
لقد رفع الله إليه روحه وكلمته بعد أن اجتمع الحاقدين لقتله، إذ كان دور عيسى بن مريم دوراً مهماً ومميزاً عن باقي من سبقه من الأنبياء. فهو الذي ظهر في أمةٍ قد ظهر فيها فراعنة جدد، يقهرون عقول الناس بالعلم، وبالإخبار عن الغيبيات...
فكانوا يحيون الميت قبل أن يبرد جسمه، ويعرفون المريض بمجرد نظرة، فظن الذين ينتظرون عيسى أن وسائله ستكون كغيره من الأنبياء السابقين، فشككوا في قدرته على محاربة الفساد.
لكن عيسى ظهر بعلم عظيم، فأبرئ الأكمه وأحيى الموتى وهزم فراعنة العلم بسلاحهم.
وكما أن عيسى ابن مريم فاجأ الأطباء الأفذاذ ومن ورائهم العقل البشري حتى اليوم بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الرميم... هكذا الإمام المهدي المنتظر، سيفاجأ العالم بأسره بما لم يكن من قبل. والذي كلَفه بهذه المهمة العالمية، سيوفر له ظروف ووسائل الإنتصار، كما وفرها لمن سبقه من الرسل.
وسيظهر المسيح في زمن القائم، وحينما يجتمعان في بيت المقدس لأداء الصلاة، وحينما يتقدم الصفوف ويهمّ بتكبيرة الإحرام، ينزل المسيح من السماء الرابعة إلى بيت المقدس ، فيتراجع الإمام المهدي من المحراب ويقول للمسيح: (تقدّم فصلّ بنا يا روح الله ) فيأخذ المسيح بعضد الإمام المهدي ويعيده إلى المحراب ويقول له : ( بك تقام الصلاة)، فيتقدم المهدي ويقتدي به المسيح...
فهل سنكون ممن يصلّون خلفه..!
الأنشطة الثقافية
1103قراءة
2016-01-04 19:19:05