12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المناسبات الإسلامية >> شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)


شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

 

 


تُعد أكبر مصيبة في تاريخ الإسلام فقد رسول الله (ص) والذي تلته شهادة الزهراء (ع).

وقد كان رسول الله (ص) يصف ابنته فاطمة (ع) بأنها (ع) بضعة منه (ص) وأنها أم أبيها، وقد قال (ص) مراراً وتكراراً: فداها أبوها..

ولكن القوم لم يراعوا فيها حق رسول الله (ص) ولا حقها، حيث جرت على فاطمة الزهراء (ع) مصائب عظيمة وجليلة.

لما حضرتها (ع) الوفاة أمرت أسماء بنت عميس أن تأتيها بالماء، فتوضأت، وقيل: اغتسلت ودعت الطيب فتطيبت به، ودعت ثياباً جدد فلبستها، وقالت لأسماء: «إن جبرئيل (ع) أتى النبي (ص) لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثاً، ثلث لنفسه وثلث لعلي وثلث لي، وكان أربعين درهماً، فقالت: يا أسماء ائتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا، فضعيه عند رأسي، فوضعته(1)، ثم تسجت بثوبها وقالت: «انتظريني هنيهة، ثم ادعيني، فإن أجبتك.. وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي (ص) ».

فانتظرتها هنيهة، ثم نادتها.. فلم تجبها.. فنادت: يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصى، يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى، قال: فلم تجبها.. فكشفت الثوب عن وجهها، فإذا بها قد فارقت الدنيا [ مظلومة شهيدة ]، فوقعت عليها تقبلها وهي تقول: فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله (ص) فأقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام.

فبينا هي كذلك دخل الحسن والحسين (ع) فقالا: «يا أسماء ما يُنيم أمنا في هذه الساعة؟».
قالت: يا ابني رسول الله ليست أمكما نائمة قد فارقت الدنيا..

فوقع عليها الحسن يقبلها مرة، ويقول: «يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني» قالت: وأقبل الحسين يقبل رجلها ويقول: «يا أماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن يتصدع قلبي فأموت».

قالت لهما أسماء: يا ابني رسول الله انطلقا إلى أبيكما عليّ فأخبراه بموت أمكما.
فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء، فابتدرهما جميع الصحابة فقالوا: ما يبكيكما يا ابني رسول الله، لا أبكى الله أعينكما، لعلكما نظرتما إلى موقف جدكما (ص) فبكيتما شوقاً إليه؟

فقالا: «لا أو ليس قد ماتت أمنا فاطمة (صلوات الله عليها).

قال: فوقع علي (ع) على وجهه يقول: «بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك؟»(2).

ولما توفيت (ع) صاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهنّ وهن يقلن: يا سيدتاه يا بنت رسول الله.

وأقبل الناس إلى علي (ع) وهو جالس والحسن والحسين (ع) بين يديه يبكيان، فبكى الناس لبكائهما، وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجلّلة برداء عليها تسحبها وهي تقول: يا أبتاه يا رسول الله الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده أبداً.

وكانت قد أوصت بأن يخفى قبرها ولا يحضر جنازتها من ظلمها، وبذلك أثبتت ظلامتها وظلامة بعلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وفضحت الظالمين إلى يوم القيامة.
صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) مستدرك الوسائل: ج2 ص210 ب2 ح1815.
(2) بحار الأنوار: ج43 ص186-187 ب7 ضمن ح18.

مهدي
3292قراءة
2016-01-19 21:22:23

تعليقات الزوار


H@ss@n @l @w@d