12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الصلاة >> الصلاة جرس منبّه (2)

الصلاة جرس منبّه (2)


إنّ الصلاة أصول العقيدة الإسلاميّة، والمضيئة لطريق المسلم، والمرشدة إلى المسؤوليات والتكاليف والطرق والنتائج.

فهي تدفع المسلم في مطلع النهار، وفي أثنائه، وعند الليل، أن يطلب تفهّم أسس العقيدة والطريق الصحيح والهدف والنتيجة وتضطرهم إلى العمل بقوّة معنويّة.

إنّ أمام الإنسان طريق طويل وشاق يؤدي به إلى الفوز والسّعادة الواقعيّة، ويوصله إلى ذلك الهدف الذي وجد من أجله. ولكن هذا الطريق ليس هو الوحيد الذي وضع أمام البشر. فهناك بإزائه الكثير من الطرق الملتوية والمنحرفة والخطرة، وأحياناً تكون هذه الطرق خلابة جداً بحيث توقع المجتاز في حيرة وتردد في تمييز الطّريق الصّحيح.

إن الخلاص من مثل هذه الشكوك والاضطرابات يستلزم الحفاظ على التوجه الصحيح والمستمر نحو الهدف والمقصد النهائي، أي نحو الله وحيازة خطة مرسومة للطريق والمسير.

وبذلك تتضح علّة توزيع الصلاة على الأوقات الخمسة ومدى أهميته، إنّه كتوزيع الطعام على أوقات الليل والنهار المختلفة.

إنّ الإسلام يدفع الناس لاستخدام أجسادهم وأفكارهم وأرواحهم في صلب المجتمع ويسوق هذه الأمور الثلاثة لأجل تحقيق سعادتها.

الجسم: بحركات اليدين والرجلين واللسان والإنحناء والجلوس والسجود.

الفكر: بالتفكّر في مضامين ألفاظ الصلاة التي تشير عموماً إلى الأهداف والوسائل واجتياز دورة من التأمل والرؤية الإسلاميّة بشكل مجمل.

الرّوح: بذكر الله والتحليق في جو من المعنويات الروحية، ومنع القلب من الركون إلى التفاهات والفراغ، وغرس بذرة الخشوع وخشية الله في الرّوح.

إنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي كان يشعر بثقل المسؤولية في مجال التغيير الإسلامي العظيم أمام الجاهليّة المستشرية، أمر بالصلاة في منتصف الليل.

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. } سورة المزّمل

تبدأ الصلاة بإسم الله، وذكر عظمته وسعة ذاته، وأنها أسمى من كل ما يتصوره الإنسان.

وبعبارة " الله أكبر" يفتتح المصلي مناجاته، ولأجل هذا العمل العظيم يصنع بداية تفيض بالعظمة.

"الصلاة الزّاخرة بالخشوع وحضور القلب أول ما تخلق في قلب المصلي جنّة حقيقية، يسري مداها تدريجياً إلى أجواء الحياة".

الأنشطة الثقافية
1727قراءة
2016-01-07 09:32:35

تعليقات الزوار


doha tarhini