12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الصلاة >> سبحان ربي ... وبحمده

سبحان ربي ... وبحمده

سبحان ربي... وبحمده بكلمات الإمام الخامنئي (حفظه الله)

 

سبحان ربي العظيم وبحمده

بعد إتمام القراءة يدخل المصلي في الركوع، أي ينحني أمام الله،القوة الكامنة وراء ذروة التفكير الإنساني في آفاق الخصال الحميدة والعظيمة.

الركوع مثال خضوع الإنسان أمام القدرة التي يعتقد أنها أقوى منه، ولأنّ المسلم يرى أنّ الله فوق كل القدرات فهو يركع أمامه، ولأنه لا يرى أي موجود غير اله أعلى وأفضل من إنسانيته فهو لا ينحنيي لآي شيء أو شخص آخر.
وفي هذه الحال يظهر أمام اللهبمظهر الخضوع ولسانه يلهج بحمد الله وبيان عظمته.

إنّ هذه الحركة التي تؤدي بشكل منسجم مع ما يلهج به، تظهر للمصلي ولمن يراه على هذه الحال العبودية لله. وبما أن من يعبد الله لا يكون عبداً لغير الله فهي تعلن له بصراحة حريته من عبودية غير الله.

 

سبحان ربي الأعلى وبحمده


عند رفع الرأس من الركوع وفي حين التهيؤ لتواضع وخضوع أكثر يهوي إلى الأرض ويضع جبهته عليها. إنّ وضع الجبهة على الأرض يدل على أعلى مستوى من الخضوع والمصلي بعد هذا المستوى من التواضع لائقاً بالله، إذ أن الخضوع لله هو خضوع لكل ما هو حسن وللجمال المطلق. ويرى ذلك حراماً وغير جائز بالنسبة لغير الله. إذ أن جوهر الإنسان وهو أثمن بضاعة في متجر الوجود يتحطم بهذه العملية ويغدو الإنسان ذليلاً ومنكسراً. وبينما هو ساجد على الأرض، غارق في عظمة الله، يبرز اللسان قائلاً باتساق ما يفسر في الحقيقة عمله ويشرحه.

الله الأعلى، الله المنزه والمطهّر، وأمام هذه القوة فقط ينبغي للإنسان أن يلهج بالثناء ويضع جبهته على التراب.

فإذن -سجدة الصلاة- ليست إنحناءة أمام موجود ناقص وضعيف لا قيمة له كالهوي أمام الأصنام والقدرات الخاوية، بل هو هوي أمام الأعلى والأطهر والأعز.

إنّ المصلي بهذه الحركة يعلن بشكل عملي إنصياعه لله الحكيم والبصير، وقبل كل شيء يلقن نفسه هذا التسليم والإنقياد. إنّ قبول هذه العبودية المطلقة لله هو الذي يرفع عن الإنسان قيود عبارة كل شيء وشخص، ويخلّصه من الأسر والذّلة التي هو فيها.

إنّ أهمّ أثر يرتجى من هذين الذكرين (ذكر الركوع والسّجود) هو تعليم المصلي أمام أي شيء يجب أن يخضع وينثني. وهذا معناه نفي كل ما عدا الله، وربما يشير إلى هذا الأمر الحديث المنقول عن الإمام الحسين (عليه السلام):
"أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد".

الأنشطة الثقافية
1821قراءة
2016-01-07 09:45:05

تعليقات الزوار


جهاد