بـ "الله أكبر" ادخُل
أيها السّالك...
أقم الصلاة في محضر القرب، وأخلص النية في حضرة العزة، وصفِّ قلبك في زمرة أهل الوفاء...
هيئ نفسك لطرق الباب والدخول...
واستأذن فتح الأبواب...
تحرّك من منزل الطبيعة، وألقه وراءك، وأدخل مكبراً...
فنور العظمة يتجلى من التكبيرات الافتتاحية ثلاثاً لحضرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)... والتكبيرات التقييدية ثلاثاً لخليل الرحمن...
ثم ارفع يديك.....وكبّر تكبيرة الإحرام... الله أكبر...
ففي حديث عن الإمام الكاظم (عليه السلام) يقول فيه لهشام بن الحكم: "يا هشام، إن الله خلق السماوات سبعاً والأرضين سبعاً والحجب سبعاً، فلما أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) فكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى، رفع له حجاب من حجبه، فكبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعل يقول الكلمات التي في الافتتاح. فلما رفع له الثاني، كبّر.. فلم يزل كذلك حتى بلغ سبعة حجب، فكبّر سبع تكبيرات، فلتلك العلة تكبّر للافتتاح في الصلاة سبع تكبيرات".
تكبيرة الإحرام تعني أن نحرّم فيها من كان حلالاً من أكل وشرب وحديث وخلق... ونعلن أننا دخلنا إلى محضر الحق تعالى حيث ينبغي أن يخشع الكل وينصتوا إلى كلامه. فعلى المصلي أن يوجه قلبه ليسمع كيف أثنى الله تعالى على ذاته المقدسة. وأنه لن يسمع ذلك ما لم يخرج هذا الذكر من القلب.
وادخل في الصلاة، بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" متوجهاً إلى الله غير منشغل بغيره، متذكراً إياه... وعوّد قلبك أن تراه سبحانه في كل شيء والتفت في تلاوة القرآن إلى الهدف الحقيقي الذي لا شيء قبله وبعده وهو الحق صاحب كل جمال وجلال.
ثم يأتي التحميد بأول آية من سورة الفاتحة "الحمدلله رب العالمين" مظهراً الثناء لله تعالى، معترفاً أمام الباري عز وجل أنه هو المحمود وحده، وليس لأحد غيره نصيب من التحميد والثناء.
"الرحمن الرحيم" فالرحمة في اسم الرحمن، إلا أن الرحمة تشمل جميع الموجودات بما فيها الإنسان الكافر، أما الرحمن فهي مختصة بالمؤمنين فقط. وحين تدرك معنى الرحمانية تكون قد عظمت الباري عز وجل، وهذا التعظيم يتفاوت بين العباد بحسب كمالاتهم ومراتبهم.
ثم يأتي التقديس والتفويض لأمر الله تعالى فهو "مالك يوم الدين". ثم الاعتراف بالعبودية "إياك نعبد وإياك نستعين"، والاستقامة والثبات "اهدنا الصراط المستقيم" إلى آخر السورة....
أخي السالك إلى الله...
استعذ بالله من الشيطان الرجيم لأنّ الشيطان عائق أمام سير الإنسان وسلوكه نحو الله تعالى، وتوجّه بقلبك إلى ربك وتضرع إليه فهو منجيك وحاميك من شر الوسواس الخناس.
الأنشطة الثقافية
1523قراءة
2016-01-07 11:17:16