12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الصلاة >> تشهد.. سلّم.. ثم كبّر ثلاثاً

تشهد.. سلّم.. ثم كبّر ثلاثاً


"أشهد أن لا اله إلا الله"

عبارة جليلة تمثل الشهادة بالوحدانية ترد مرتين في الصّلاة، الأولى في الأذان والإقامة، والثانية في التشهد. إلا أنّ هذه الرسالة تختلف بحسب موقعها في الصلاة فهي في الأذان والإقامة مختلفة عنها في التشهد.

فالأذان والإقامة هي من المقدمات المستحبة للصلاة، فالمصلي لم يدخل الصلاة بعد، بل إنه يهيئ نفسه للدخول إلى محضر الحق عز وجل عبر التكبير والتشهد، لكن في التشهد الأخير هو يرجع من حالة الانقطاع التام الذي تحقق منه السجود، وفي هذا الرجوع لا بد أن يشهد المصلي بالوحدانية وبرسالة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والذي لولاه لا يمكن لأحد أن يصلي للحق جل وعلا.

وفي ذلك يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "التشهد ثناء على الله تعالى فكن عبداً له في السر، خاضعاً له في الفعل، كما أنك عبد له بالقول والدعوى".

وأما السلام على ذاك السيد العظيم (صلى الله عليه وآله) فهو رجوع السالك إلى نفسه وطلبه السلامة -في العودة من هذا السفر الخطير للغاية- لنفسه ولعباد الله الصالحين. وهذا هو سلام يوم المبعث والرّجوع من الموت الحقيقي.

فسر السلام هو طلب السلامة والأمان في الرجوع من السفر. والأمان عند الأولياء عبارة عن عدم الاحتجاب عن جمال المحبوب بحجب التكثرات.

إذن فسلام صلاة الأولياء هو طلب الأمان من بلاء الحجب الظلمانية في الدنيا، والحجب النورانية في الآخرة.

ومن أسرار السلام أيضاً أنه عبارة عن سفر إلى الله وفي الله ومن الله. فالسالك في حالة السجود تحصل لديه الغيبة المطلقة عن جميع الموجودات، ثم تقع له حالة الصحو، وتستقوي هذه الحالة أثناء التشهد، عندها ينتقل فجأة إلى الحضور من بعد حال الغيبة عن الخلق فيؤدي أدب الحضور في محضر ولادية ذلك السيد (صلى الله عليه وآله) وهو أدب السلام الشفهي.

الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر...

ثلاث تكبيرات تختتم فيها الصلاة، وهي السر الإجمالي للتكبيرات الإفتتاحية التي تفتح بها الأبواب للدخول إلى محضر الحق سبحانه فهي لشهود التجليات من الظاهر إلى الباطن ومن التجليات الأفعالية إلى التجليات الذاتية.

أما التكبيرات الاختتامية فهي تتجلى في قلب السالك بثلاث تجليات، فيتجلى بالتكبيرة الأولى التجليات الذاتية أي ظهور الذات في حضرة الأسماء والصفات للحق سبحانه. ورفع اليدين فيها يشير إلى أن تعينات الأسماء والصفات ليست حجاباً لتجلي الذات.

ويتجلى بالكبيرة الثانية التجليات الأسمائية ويشير برفع اليدين إلى عدم الاحتجاب.

أما التكبيرة الثالثة فهي تشهد التجليات الذاتية والأسمائية والأفعالية في مرآة الأعيان الخارجية فينفي عنها برفع اليد حجابيتها.

إذن فالتكبيرات الاختتامية، هي لشهود التجليات من الباطن إلى الظاهر، ومن التجليات الذاتية إلى التجليات الأفعالية. ورفع اليد فيها هو للإشارة إلى عدم الاحتجاب ومرفوعية الحجاب.

وفي الختام نتوجه إلى الله عز وجل أن ينوّر قلوبنا بمحبته وأن يذيقنا حلاوة أنسه في الصلاة التي هي المعراج الروحاني فنستضيء بنور عزه.

اللهم اجعل عاقبتنا مقرونة بالسعادة، واجعلنا معتصمين بطرف حبل المعرفة ومحبة الله.

الأنشطة الثقافية
1806قراءة
2016-01-07 12:32:18

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا