أصل الصلوات
إنّ الصلاة مركبة من حالات وأذكار وقراءة وأدعية كما هو معروف، وإن كانت بحسب حقيقتها وصورتها الملكوتية ذات وحدة وبساطة؛ وكلما اقتربت من أفق الكمال كانت وحدتها أكمل حتى تنتهي إلى غاية الكمال حيث حصول قيامتها الكبرى.
ولكل من تلك الأذكار أسرار تفصيلية (مرت معنا في مواضيع خيمة الصلاة)، ومن هذه الأسرار السر الإجمالي لصلاة أهل المعرفة وأهل الله، وهو عبارة عن حصول المعراج الحقيقي والقرب المعنوي، والوصول إلى مقام الفناء الذاتي الذي يحصل في السجدة الثانية حيث الفناء عن الفناء، وفي إياك نعبد حيث المخاطبة الحضورية، كما أنّ رفع الرأس من السجدة إلى السلام وهو علامة لقاء الحاضرين والعودة من السفر هو رجوع إلى الكثرة.
وفي الأذكار، فإن اهدنا الصراط المستقيم هو رجوع إلى النفس، وبإتمام الركعة يكون اكتمال السفر.
وتجب معرفة أن أصل الصلوات هو ركعة واحدة، فيما أنّ بقية الركعات -من الفرائض والنوافل- هي من أجل إتمام هذه الركعة الواحدة، كما ورد في الحديث الشريف.
روى الشيخ العاملي -رحمه الله- عن عيون الأخبار والعلل بإسناده عن الرضا (عليه السلام) قال: "إنما جُعِل أصل الصلاة ركعتين، وزيد على بعضها ركعة، وعلى بعضعها ركعتان، ولم يزد على بعضها شيء، لأنّ أصل الصلاة إنما هي ركعة واحدة، لأنّ أصل العدد واحد.
فإذا نقصت من واحد فليست هي صلاة، فعلم الله -عزّ وجل- أن العباد لا يؤدون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقل منها بكمالها وتمامها والإقبال عليها، فقرن إليها ركعة أخرى ليتم بالثانية ما نقص من الأولى؛ ففرض الله (عز وجل) أصل الصلاة ركعتين.
ثم علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن العباد لا يؤدون هاتين الركعتين بتمام ما أمروا به وكماله، فضم إلى الظهر والعصر والعشاء الأخرة ركعتين ركعتين، ليكون فيها تمام الركعتين الأوليين...".
الأنشطة الثقافية
1495قراءة
2016-01-07 12:40:49