الشيخ والصبيان
مرّ الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام على شيخ يتوضّأ، فوجداه لا يُحسن الوضوء، وكانا آنذاك طفلين صغيرين، إلا أنّ الواجب الديني يُحتّم عليهما أن يُرشداه ويُعلّماه كيفيّة الوضوء الصحيح، ولكن كيف يعلمان أنّه لا يتأثّر نفسيّاً إن هما أخبراه أنّ وضوأه غير صحيح، ولا يولّد هذا التوجيه أثراً سيّئاً في نفسه؟ إضافة إلى أنّه ربّما اعتبر هذا الارشاد بمثابة تحقير موجّه إليه فيتمادى في العناد، ويلحّ في اللجاجة.
فكّر الطفلان مدّة حتى لمعت في ذهنهما فكرة وهي أنّهما يستطيعان أن يُرشداه إلى الصواب بصورة غير مباشرة، لجأ عندها إلى التنازع الظاهري فيما بينهما، فأخذ كلّ واحد منهما يقول للآخر:
أنت لا تُحسن الوضوء، وأخيراً، اتّفقا على أن يجعلا الشيخ حَكماً بينهما فتقدّما إليه وقالا له: أيّها الشيخ كُن حكماً بيننا، وافق الشيخ على ذلك، فتوضّأ كلّ منهما والشيخ ينظر، ثمّ قالا: أيّنا يُحسن؟ قال: كلاكما تُحسنا الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يُحسن الوضوء، وقد تعلّم الآن منكما.
الأنشطة الثقافية
1427قراءة
2016-01-07 12:44:21
تنمية مجتمع |