إنّها فاطمة بنت أسد زوجة شيخ البطحاء أبي طالب، وأمّ أمير المؤمنين عليه السّلام وطالب وعقيل وجعفر، وهي التي احتضنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاة جدّه عبد المطلب، مقدّمة إياه على أولادها الأربعة في قمّة الحنان والأمومة والعاطفة الحانية النبّيلة.
وما أحسن كلام النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حين يصفها قائلًا:
"إنّها كانت من أحسن خلق الله صنيعًا بي، بعد أبي طالب، كانت أمّي بعد أمّي التي ولدتني، إنّ أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيباً فأعود فيه".
وليس أدلّ على ذلك ما ذكره المؤرخون وأهل السير من صنعه صلى الله عليه وآله وسلم عند وفاتها فقد ذكر التاريخ أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد:
"كفّنها بقميصه الشّريف، واضطجع في قبرها وكبّر في الصلاة عليها سبعين تكبيرة ولم يفعل ذلك مع غيرها".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك:
"إنّ الملائكة قد ملأت الأفق، وفُتح لها باب من الجنّة، ومهّد لها مهاد من مهاد الجنّة، وبعث إليها بريحان من رياحين الجنّة، فهي في روح وريحان وجنّة نعيم وقبرها روضة من رياض الجنّة".
واستغرب بعض الصحابة ذلك، فسأل عن السبب، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
"لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها".
ومن النقاط التي سجّلها التاريخ لهذه المرأة الأمثولة:
أنّها:
أوّل من أسلم من النساء بعد خديجة رضوان الله عليها.
أوّل من هاجر من النساء إلى المدينة ماشية حافية.
أوّل من بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النساء يوم البيعة.
منقول
دليلة
1487قراءة
2015-12-15 00:00:25