سُنَن الرّسول الأكرم (ص)
"كان من سنن رسول الله (ص) وأخلاقه أنه :
خافض الطرف ينظر إلى الأرض، و يغض بصره بسكينة و أدب، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس، و خضوعه لله تعالى .. كأن على رأسه الطير .
يبادر من لقيه بالسلام، يبادر إلى التحية لأن السلام قبل الكلام، و هو علامة التواضع .. و للبادئ بالسلام تسعةً و ستون حسنة، و للراد واحدة .
لا يتكلم في غير حاجة.
جل ضحكه التبسم، فلا يقهقه و لا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة.
لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر، كالاستغفار و التهليل و الدعاء .. فإنها كفارة المجلس ..
و يجلس حيث ينتهي به المجلس، و يأمر بذلك، فهو أقرب إلى التواضع و أبعد عن هوى النفس ..، و يصلي الله سبحانه عليه و ملائكته حتى يقوم .
من سأله حاجته لم يرجع إلا بها أو ميسور من القول، فإن قدر عليها قضاها له، و إلا أرجعه بكلمة طيبة أو دعاء أو نصيحة أو إرشاد .
وكان (ص) إذا تكلم أنصت الحضور له، فإذا سكت تكلموا، دون مزاحمة، و أنصت بعضهم لبعضهم الآخر .
وكان النبي (ص)، لا يقطع على أحد كلامه، حتى يفرغ منه .
وكان (ص)، يساوي في النظر و الاستماع للناس .
وكان (ص) أفصح الناس منطقاً، و أحلاهم ويقول " أنا أفصح العرب و إن أهل الجنة يتكلمون بلغة محمد (ص)".
وكان (ص) أشجع الناس، وكان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه، قبلهم، و يحتمي الناس به، و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .
وكان (ص) كثير الحياء، أشد من العذراء في سترها .
وكان يبكي حتى يبتلّ مصلاه، خشيةً من الله عز وجل من غير جرم .
وكان (ص) يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة، يقول : " أتوب إلى الله ".
وكان (ص) يجالس الفقراء و يؤاكل المساكين، ويصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .
وكان النبي (ص) يرقع ثوبه، و يخصف نعله، و يأكل مع العبد، و يجلس على الأرض، و يصافح الغني و الفقير .. و لا يحتقر مسكيناً لفقره .. و لا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو، و يسلم على من استقبله من غني و فقير، و كبير و صغير .
وكان (ص) جميل المعاشرة، بساماً من غير ضحك .
و ما خُير (ص) بين أمرين إلا أخذ بأشدهما، ترويضاً لنفسه على مخالفة الهوى و ركوب المصاعب .
و ما أكل متكئاً قط حتى فارق الدنيا، تواضعا لربه تعالى .
وكان (ص) إذا أكل، أكل مما يليه ... و إذا شرب، شرب ثلاثة أنفاس، فيشرب أولاً ثم يحمد الله تعالى و يتنفس، يفعل ذلك ثلاث مرات .
وكان يحب التيمن في جميع أموره .
وكان رسول الله (ص) أكثر ما يجلس تجاه القبلة .
كان يسألُ الناس عما في الناس، ليكون عارفاً بأحوالهم و شؤونهم .
وكان رسول الله (ص) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام، سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، و إن كان شاهداً زاره، و إن كان مريضاً عاده .
وكان رسول الله (ص) إذا أخذ في طريق، ذهب فيه، رجع في غيره.
وكان (ص) يخرج بعد طلوع الشمس، لأن الجلوس للتعبد و الدعاء و الذكر بين الطلوعين أفضل من طلب الرزق .
وكان (ص) كثير الضراعة و الابتهال إلى الله تعالى، دائم السؤال من الله تعالى أن يُزينه بمحاسن الآداب و مكارم الأخلاق، وكان يقول في دعائه : " اللهم حسن خُلقي " ويقول : " اللهم جنبني منكراتِ الأخلاق" .
وكان (ص) إذا أتاه الضيف أكل معه، و لم يرفع يده من الخوان ( السفرة) حتى يرفع الضيف يده، أي لا يمتنع عن الطعام وضيفه يأكل لوحده، لئلا يستوحش أو يخجل أو يكف و هو لم يشبع بعد .
وكان (ص) إذا أحزنه أمرٌ فزع إلى الصلاة، لجأ إليها، وكان يحب الخلوة بنفسه للذكر و التفكر و التأمل و مراجعة أمره .
وكان (ص) يخدم في مهنة أهله، يقوم بأعمال أزواجه معيناً لهم في شؤونهم، و يقطع اللحم .
وكان (ص) لا يُثبتُ بصرهُ في وجه أحد، محدقا به .. حتى يأمن و يستأنس .
وكان من أدبه (ص) أنه لا يجلس إليه أحد و هو يصلي إلا خفف صلاته و أقبل عليه و قال : ألك حاجة ؟
و من سنته (ص) الإكثار من " لا حول و لا قوة إلا بالله " .
وكان (ص) لا يُعرضُ له طيب إلا تطيب ... و منه المسك و العود و أصناف الطيب المختلفة .. و من السنة التطيب يوم الجمعة، و تكتب حسناته ما دامت الرائحة موجودة .
وكان (ص) من أحب الهدايا إليه الطيب .
.. ولا يسع المقام أن نذكر جميع سنن الرسول، ولكن فلنتأمل في القليل منها، علنا نقتدي بهذه الشخصية العظيمة".
السّيّد سامي خضرا
متباركين بولادة الرسول الأكرم (ص)
تنمية مجتمع
1320قراءة
2016-01-05 22:23:57