الطبيب الحقيقي
ينقل أحد علماء الشيعة الكبار في القرن الماضي:
عندما كنت في مدينة (بروجرد) أصبت بألم شديد في عيني وظهر رمد شديد وبياض في عيني اليسرى، وبقيت جميع محاولات العلاج بلا نتيجة. اضطررت للذهاب إلى (سلطان آباد) وراجعت عدة أطباء. قال بعضهم: لا يوجد دواء لهذا الداء اليه.
وقال بعضهم الآخر: سنعالجه حتى ستة أشهر ربما يشفى في أولها. مضت فترة وازداد الورم في عيني حيث أن السواد في قرنية عيني نقص جداً. تضاعفت الآلام حيث لم أستطع أن أنام. في هذه الأثناء كنت في قمة الألم واليأس حضر أحد أصدقائي لزيارتي وكان يريد الذهاب لزيارة كربلاء وكان قد حضر لوداعي. في هذا الحين فكرت إلى متى علي أن أتحمل الألم ولماذا لا أذهب إلى الطبيب الحقيقي وهو الإمام الحسين (عليه السلام)؟
ذهبت إلى الطبيب الذي كان يعالجني ليعطيني الإذن منه للسفر فقال لي: إن السفر يضرك وستعمى كلياً قبل الوصول إلى كربلاء.
لم آبه لكلامه، وأصر الأصدقاء والمعارف كثيراً في نصيحتي لكي أرجع بشأن السفر ولكن من دون جدوى.
وقلت لهم إن كان لا بد من موتي فمن الأفضل أن أموت وأنا في سبيلي لزيارة الحسين (عليه السلام).
سافرت مع القافلة وازداد الألم في عيني عندما وصلنا إلى أول موقف أراد بعضهم مني أن أرجع إلى المدينة قبل أن نبتعد أكثر وكان واحد فقط من بينهم يشجعني وأخبرني قائلاً: فعلت حسناً بمجيئك، إن الشفاء الحقيقي في (كربلاء). لقد كنت مصاباً بمرض القلب لمدة تسع سنوات وفي آخر الأمر أخذت الشفاء من قبر الحسين (عليه السلام) وقبله تبعت الأطباء من علاجي وزرت أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) فشفاني بحمد الله من غير تعب ولا مشقة، فزره متوكلاً على خلق البرايا.
عندما بلغنا الموقف الثاني ازداد الألم أكثر بحيث لم أستطع النوم وكنت أتألم حتى الصباح وفي نفس الليلة خفّ الألم عند السحر وشعرت بهدوء عجيب وغلب علي النعاس رأيت السيدة زينب (عليها السلام) في المنام حيث مسحت بطرف مقنعتها على عيني.
استيقظت من النوم شعرت بأن الألم زال زال نهائياً ولكني كنت أخاف أن أزيح الضماد عن عيني، عندما قلت لأصدقائي بأني لا أشعر بألم لم يصدقني أحد.
فكرت في منتصف الطريق أن أرفع الضماد وعندما فتحته نظرت إلى السهول والتلال فلم أرَ فرقاً بين العين هذه والأخرى وعندما عرفت بأن البصر قد عاد إلى عيني، فصرخت أيها الأصدقاء تعالوا وانظروا إلى عيني.
حضر الأصدقاء ونظروا إليها وعندما وجدوها سالمة سألوا: أي واحدة كنت خائفاً عليها من العمى؟
أجبت اليسرى كانت قد ورمت. هتف الأصدقاء جميعاً سبحان الله ليس فيها رمد ولا بياض ولا أثر من المرض ولا تفاوت بين العينين نشكر الله الذي أعاد لك بصرك ببركة أهل البيت والحسين (عليه السلام).
الخلاصة: إن حب أهل البيت "عليه السلام " نعمة إلهية عظيمة، فهم لا يخيبون قاصدهم، فهم فضلاً عن أنهم دواء للقلوب والنفوس، التوسل بهم فيه فرج من المصائب والكروب والهموم والأمراض. فما خاب من تمسك بهم.
الأنشطة الثقافية
1095قراءة
2016-01-07 13:44:43
doha tarhini |