كيف يكون الانتظار؟
بسم الله الرحمن الرحيم
انتظار الفرج ودور الشباب في التمهيد
" اللهم عرفني نفسك فإنك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك . اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني "
دعاء زمن الغيبة
1- لماذا يقال أن أفضل الأعمال انتظار الفرج؟
2- كيف يكون الانتظار؟
3- ما دور الشباب في التمهيد لصاحب العصر والزمان؟
إنّ الإنسان في سيره وطريقه إلى الله تعالى لا يستغني عن المرشد والمربي كما جاء في الروايات الشريفة : " هلك من ليس له حكيم يرشده" ولأن طريق الله طريق معنوي فإن المرشد فيه ينبغي أن يكون من أولياء الله الذين هم أمناء على رسالته التي حملها النبي "ص" وهذا هو الامام المعصوم.
الإمام المهدي "عج" هو المربي:
نحن نؤمن أن إمام زماننا هو الإمام المهدي"عج" الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً. وهو حي غائب لكن نوره سار في كل العوالم، ومن أراد أن يتخذ الله سبيلاً فعليه أن يتصل به ويواليه ويطيع أوامره ..
ولكن كيف يمكن الاتصال به وهو غائب؟
الجواب: يمكن ذلك من خلال السعي للقائه وهذا هو معنى التمهيد.
التمهيد لصاحب العصر والزمان تكليف إلهي:
لماذا هو تكليف إلهي؟
لأن الله تعالى أمرنا بموالاته واتباعه، وبدونه لا يمكننا الاهتداء، قال رسول الله (ص): " مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى ".
اذاً فالتمهيد لظهور صاحب العصر "عج" هوم الطريق الوحيد للوصول إلى مرضاة الله "عز وجل ".
كيف يصبح الإنسان ممهداً ؟
للتمهيد شروط وهي:
1- معرفة صاحب الزمان وهي على نوعين:
أ - أن نعرف اسمه وكنيته وأنه ابن الإمام العسكري "ع" وأنه ولد سنة 255 للهجرة، وكانت له غيبة صغرى وسفراء أربعة وأنه سيخرج في زمن ما ليملأ الأرض عدلاً، وكل هذه الامور ....
لكن من الواضح أنّ هذه المعرفة ليست كافية، ولا تجعل الإنسان ممهداً، لأن ما أسهل أن يبذل الإنسان ساعة من وقته ليحفظ كل هذه المعلومات.
ب- إن معرفة الإمام لها صورة أعمق وأدق، فالإمام هو الحافظ للدين والدنيا كما جاء: " لو رفع الإمام من الأرض لماجت بأهلها كما يموج البحر " . " لولا الامام لساخت الاض بأهلها "
فمعرفة الإمام تكمن مدى الإرتباط والتعلق به، حيث أن قبول كل الأعمال مشروط بولايته.
قال الإمام الباقر (ع): " بُنيَ الاسلام على خمس: الصلاة والصوم والزكاة والحج ولاولاية وما نودي ببشيء مثلما نودي بالولاية ".
فلو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره وحج دهره وتصدق بجميع ماله ولم يعرف إمامه فيواليه لكانت كل أعماله عند الله هباء منثوراً.
2- التسليم لولايته:
فهو خليفة الله على الأرض ووليه الذي أمرنا الله بطاعته.{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت وسلموا تسليماً.
وهو في عصر الغيبة تكون الولاية بالنيابة العامة للولي الفقيه الجامع للشرائط فيكون التسليم ضرورياً له.
3- العمل لتعجيل ظهوره:
وهي تتطلب الأمور التالية:
أ- العلاقة الشديدة معه وتتحقق بالزيارة والدعاء والمناجاة والبيعة.
ب- العمل الجهادي : وهو الإعلان عن الاستعداد التام لتحقيق الأهداف الإلهية. ويتحقق من خلال النزول إلى ساحات العمل الجهادي، لأن أفضل انتظار هو الانتظار في خنادق المقاومة والجهاد.
ج- الشعور الحقيقي بوجوده: فكما نقرأ في الزيارات: " اشهد أنك ترى مقامي وتسمع كلامي وترد سلامي "
4- السعي للقائه :
فالإنسان المحب لإمامه يدعو دائماً للقائه ويعمل ليلاً ونهاراً منتظراً لحظة يرى فيها سيده ومعشوقه.واللقاء قد يكون عاماً أي عند ظهوره الشريف،أو لقاء خاصاً كأن يخص الله عبداً مؤمناً بلقائه "عج".
- دور الشباب في التمهيد لصاحب العصر والزمان:
إن التمهيد لصاحب العصر والزمان تكليف على كل مسلم عاقل وبالغ، وعلى الجميع العمل بكل الميادين لتعجيل ظهور ، لكن تكتسب مرحلة الشباب أهمية كبرى في هذا الميدان، وهذا يعود إلى الميزات والقدرات التي يمتلكها الشباب.
في هذه المرحلة تكون النفس لينة قادرة على التغيير وعلى التطور والتأقلم بسرعة كبيرة، ودائماً نجد أن الروح الثورية والجهادية متوفرة لدى جيل الشباب بشكل يفوق بكثير من سواهم. ونلاحظ الكثير من الناس أنهم كلما تقدموا في السن أصبحوا أكثر عناداً واعتداداً بأنفسهم.
فعلى الإنسان أن يجاهد نفسه ويربيها جيدا منذ صغره حيث يكون الامر أسهل منه في الكبر. لأنه في الكبر تتجذر المعاصي في النفس ويصعب اقتلاعها حيث تضعف وتصير عاجزة عن مجاهدة جنود الشيطان.
وهناك بعض الجهلة من يروج بين الشباب بأن يصرفوا شبابهم في اللهو والعبث على أن يصلحوا أنفسهم في حياة الكبر. لكن هذا من مكائد الشيطان، فلو راجعنا التاريخ نجد أكثر الشخصيات العظيمة الصالحة قد برز ايمانها منذ شبابها أو طفولتها. والقليل من الناس من يحظى بالتوبة والايمان في شيخوخته.
ومجاهدة النفس إنما يكون بالالتزام بأحكام الشريعة الاسلامية، فنقوم بالواجبات ونترك المحرمات ونتخلق بأخلاق وآداب أهل البيت "ع".
وتتميز هذه المرحلة بقدرة العقل على التعلم والاكتساب، فليجهد الشبان في التحصيل والتعلم وخاصة في المعارف الدينية.
والشباب يتمتعون بروح الجهاد والتضحية ويساعدهم على ذلك القدرة البدنية ، فلا يتركوا هذه النعمة الإلهية ويستبدلنها بملذات محدودة سرعان ما تنقضي وتبقى تبعانها المريرة.
لننظر إلى شهداء المقاومة الاسلامية، فمعظمهم أو إن شئت كلهم من هذه الطبقة، التي أحبت صاحب العصر والزمان فاختارت التضحية بالنفس خير طريق للتمهيد لظهوره.
"اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره، وعجل لنا ظهوره إنهم يرونه بعيداً، ونراه قريباً، برحمتك يا أرحم الراحمين "
والحمد لله رب العالمين
الأنشطة الثقافية
1779قراءة
2016-01-07 13:47:42
doha tarhini |