مسؤوليات المؤمن تجاه صاحب الزمان (صلى الله عليه وآله)
عن الإمام السجّاد عليه السلام :
" إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان " .
بمثل الاعتقاد بإمامة المهدي المنتظر عجّل الله فرجه الشريف النقطة الأبرز في عقيدة الإمامة عند الشيعة وذلك لأنّ حياة ودور الإمام يدور حولهما الكثير من الأسئلة واعترض عليها بالعديد من الإشكاليات وهناك عدّة مواضيع تبحث حول هذا الموضوع .
من جملة هذه المواضيع سنتحدّث عن المسؤوليّة الملقاة على عاتق المؤمنين بغيبته والمعتقدين بوجوده والمنتظرين لظهروه وهذه المسؤوليّات الكثيرة نذكر منها :
أولاً : التعرّف على علامات الظهور :
إنّ لمعرفة علامات الظهور أهمّية كبيرة وإلاّ لما تكلّم بها أهل البيت عليهم السلام ، وتبرز أهمّية هذه المعرفة في عدّة جوانب .
1) أنّها تحفظ المؤمن في عصر الغيبة من الضلال فنعرّفه على راية الحق ونحرّره من راية الباطل.
2) أنّه من خلالها يعلم وقت الظهور فيستعد الناصر ، عن الصادق : يا سرير إذا بلغت أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك .
ثانياً :العلــم :
إنّ الشيعة في زمن الغيبة بحاجة إلى العلم أكثر من أي زمان آخر لأنّه يحضّهم من الانحراف ويبقيهم على الصراط المستقيم .
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم " ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً ويسمّى كآخر الأمر إحياء الله بالعلم .
ثالثاً :مبايعته :
أن نجدّد لـه في كل يوم عهداً وعقداً وبيعة كما ورد في دعاء العهد .
رابعاَ : الدعاء له :
إنّ مولانا صاحب الزمان ليس بحاجة إلى دعائنا فإن اعتقدنا ذلك فنحن مرضى ولكن ندعو له لما عرفناه من حقّه العظيم فلندعو لأنفسنا كان أقرب لأن يفتح الله لنا أبواب الإجابة .
والدعاء له فيعجّل فرجه ويعود بالمنفعة علينا ، فقد ورد عن إمام زماننا : " وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم "
خامساً : التوسّل به إلى الله :
عن سلمان الفارسي سمعت محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : إنّ الله يقول يا عبادي أو ليس من له إليكم حوائج كبار ... إلا فليدعني من همّته حاجة يريد نجاحها ... " .
بمحمّد وآله الطيّبين الطاهرين أقضها له أحسن ما يقضيها من تستشفعوني بأعز الخلق عليه .
وهناك روايات كثيرة توسل بإمام الزمان عجّل الله فرجه الشريف .
سادساً : التوحد تحت راية الولي الفقيه والالتزام بأوامره :
في غيبة إمام زماننا لا بدّ لنا من الرجوع إلى الولي الفقيه وتبرز أهمّية ذلك من ناحيتين .
الأولى :إنّ أهل البيت قد أصرّوا بذلك وبالخصوص إمام زماننا أمرنا بالرجوع إلى الفقيه .
" أمّا الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله " .
الثانية : إنّ التوحّد تحت راية الولي الفقيه شرط لطهوره المبارك حيث أنّه قد صرّح بذلك للشيخ المفيد بقوله :
لو أتى أشياعنا وفّقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم البحث بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة .... .
سابعاً : البكاء على غيبته والحزن لاختفائه والحزن لفراقه .
ثامناً : القيام عند ذكر لقبه الشريف :
يروي الشيخ محمد بن عبد الجباّر قال : لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الإمام الرضا عليه السلام وذكره عجّل الله فرجه الشريف وضع الرضا عليه السلام يده على رأسه وتواضع قائماً وقال اللهمّ عجّل فرجه وسهّل مخرجه . وهذا من شدّة احترامه وتعظيمه فينبغي لنا أن نقوم عند ذكر لفظ القائم عجّل الله فرجه الشريف .
إهداء ثواب الصلاة إليه ، وقراءة القرآن والجمع نيابة عنه أو إرسال من يحجّ عنه عليه السلام أو الطواف عنه زيارة النبي وأهل بيته عنه ، التصدّق بقصد سلامته وعنه الصلاة عليه .
كل هذه الأعمال لها الفضل والجزاء الجزيل والثواب العظيم كما ورد عن أهل بيت العصمة عليهم السلام .
وأخيراً :عليكم بالجامعة وعاشوراء وصلاة الليل .
يروي أحدهم (السيد أحمد الرشتي) أنّه كان في قافلة متوجّهة إلى بيت الله الحرام وأثناء الطريق أظلم الجو وتساقط الثلج وتفرّقنا ولم استطع اللحاق بالقافلة وكانت نفقة السفر كلّها معي وقرّرت أن لا أبرح مكاني حتى يطلع الفجر وبينما أنا كذلك وإذ يبدو أمامي بستان فيه فلاّح بيده عصاه يضرب بها فروع الشجر فتساقط الثلج عنها ، فدنى منّي وسألني من أنت فأجبته بقصّتي فخاطبني عليك بالنافلة ( صلاة الليل ) كي تهتدي وعندما فرغت أتاني وقال ألم تمضي بعد قلت والله لا أهتدي قال عليك بالزيارة الجامعة الكبيرة ولم أكن أحفظها فوقفت قائماً وقرأت الزيارة الجامعة عن ظهر قلب وعاد وسألني ألم تهتدي قلت لا قال عليك بزيارة عاشوراء ولم أكن أحفظها فقمت وقرأتها عن ظهر قلب فعاد الرجل وقال ألم تنطلق بعد . فأجبته أنّي سأظل هنا إلى الصباح ، فعاد وقال أنا الآن ألحقك بالقافلة وانطلق وطاوعته الفرس أيسر مطاوعة ثمّ وضع يده على ركبتي وقال لماذا لا تؤدون صلاة النافلة ، النافلة ، النافلة لماذا تتركون زيارة عاشوراء ، عاشوراء ، عاشوراء لماذا لا تزورون بالزيارة الجامعة ، الجامعة ، الجامعة وكان يدور في مسلكه وإذا به يلتفت إلى الوراء ويقول أولئك أصحابك قد وردوا النهر يتوضّئون وعندما التفت لأسأله كيف ألحقني بالصحب خلال هذه الفترة القصيرة فنظرت إلى الوراء فلم أجد أحداً ولم أعثر على أثر يدل عليه .
إنّه صاحب الزمان يوصينا بالنافلة والزيارة الجامعة وعاشوراء لنهتدي إلى الصراط المستقيم .
الأنشطة الثقافية
1097قراءة
2016-01-07 13:50:04
doha tarhini |