سرّ السعادة
أراد شيخ أن يعرف الفرق بين السعداء والتعساء, فذهب إلى أحد الحكماء قائلا: هلا أخبرتني ما الفرق بين السعداء والتعساء؟ قاده الحكيم إلى قصر كبير, فما أن نزلا إلى البهو حتى شاهدا جمع من الناس تمتد أمامهم الموائد عامرة بأطايب الطعام, وكانت أجسادهم نحيلة وتبدو عليهم علامات الجوع, وكل واحد منهم يمسك بملعقة ضخمة طولها أربعة أمتار, لكنهم لا يستطيعون أن يأكلوا, فقال الشيخ للحكيم: لقد عرفت هؤلاء, إنّهم التعساء.
ثم قاده إلى قصر آخر يشبه الأول تمامًا, وكانت موائده عامرة بأطايب الطعام, وكان الجالسون مبتهجين, وتبدو عليهم علامات الصحة والقوة والنشاط, وكانت في يد كلّ واحد منهم ملعقة ضخمة طولها أربعة أمتار, فما إن رآهم الشيخ حتى صرخ قائلا: لقد عرفتهم إنّهم السعداء, ولكني لم أفهم حتى الآن ما الفرق بين السعداء والتعساء؟ فهمس الحكيم في أذنيه: السعداء يستخدمون نفس الملاعق... لا ليأكلوا بل ليطعم بعضهم بعضًا.
حقيقة السعادة:
عن أمير المؤمنين (ع): إنّ حقيقة السعادة أن يختم للمرء عمله بالسعادة, وإنّ حقيقة الشقاء أن يختم للمرء عمله بالشقاء". وعنه أيضًا:"عند العرض على الله سبحانه تتحقق السعادة من الشقاء."
أسعد الناس هم:
عن رسول الله(ص):" أسعد الناس من خالط كرام الناس".
عن الأمير(ع):" أسعد الناس من ترك لذة فانية للذة باقية."
وعنه أيضا:" أعظم الناس سعادة أكثرهم زهادة."
السعادة تسكن في قلوب الراضين, وتتغذى من قوة إيمانهم بالله ورسوله والأئمة (ع) فعن أمير المؤمنين (ع):" أسعد الناس من عرف فضلنا, وتقرب إلى الله بنا, وأخلص حبنا, وعمل بما إليه ندبنا, وانتهى عمّا عنه نهينا, فذاك منا وهو في دار المقامة معنا."
وأخيرًا فلنتأمل في كلمة السعادة, فإذا جردنا كلمة السعادة من حرف (س) تصبح العادة, وإذا جردناها من حرف (ع) تصبع السادة, والآن يصبح لدينا: السادة هم من يجعلون السعادة عادة في حب الله سبحانه وتعالى, فكما قال الأمير (ع):" السعيد من أخلص الطاعة" .
أمانة برامج الإختصاصات
1192قراءة
2016-01-07 19:17:58
doha tarhini |