12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> الفطرة الإنسانيّة تعشق الحياة الخالدة...

الفطرة الإنسانيّة تعشق الحياة الخالدة...


إنها فكرة الموت التي لطالما عذبت الإنسانية...

فانتهاء الحياة والخوف والنفور من الموت إنما هي من مختصات الإنسان. فالحيوان لا يفكر في الموت، إنما لديه فقط غريزة الفرار من الخطر لحفظ الحياة الحاضرة.

وما النفور من الموت إلا وليد الرغبة بالخلود عند النفس البشرية. لكنّ الموت ليس عدماً، بل هو تحوّل وتطوّر، إنه غروب عن نشأةٍ ما وبدء نشأة أخرى.

ولكن هل تدرون أنه بالرغم من خوف الإنسان من الموت إلا أنّ الفطرة الإنسانيّة تعشق الحياة الخالدة...

فالانتقال من هذا العالم الدنيوي إلى عالم آخر له شَبَهٌ بولادة الطفل من رحم أمه. ومثل الدنيا بالنسبة إلى الآخرة مثل رحم يتم فيه صنع وإعداد الأجهزة الروحية للإنسان إعدادها للحياة الأخرى.

أجل الموت نهاية لفصل من حياة الإنسان وبداية مرحلة جديدة منها. الموت بالنسبة إلى الدنيا موت لكنه بالنسبة إلى العالم الآخر ولادة كما تكون ولادة الطفل إلى الدنيا ولادة وبالنسبة إلى دورة الرحم موت.

ولو كان الموت نهاية حقيقية للحياة، لأصبحت الرغبة في الخلود والآمال المعلقة عليها عذاباً أليماً للإنسان. فوجود أفراد من الناس يعتبرون الحياة لغواً وعبثاً ناتج عن كونهم يأملون في الخلود ولكنهم يرونه غير قابل للتحقق.

من هنا فالقرآن الكريم يقرن نفي القيامة مع تصور العبث في الوجود:

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ
[المؤمنون : 115].

ولعل أفضل ما يوضح فلسفة الموت هو هذه الرباعية الرائعة للطوسي يقول فيها:

"عندما التصقت جوهرة الروح بصدف البدن
تكونت صورة الإنسان من ماءالحياة
ولما تكاملت الجوهرة انكسر الصدف
وطارت الجوهرة لتجلس على قمة تاج الملك".

اعتبر الطوسي في هذه الرباعية أن جسم الإنسان كالصدف الذي ينمي في أعماقه جوهرة ثمينة هي روح الإنسان. وعندما تصبح الجوهرة كاملة، فإنه يلزم كسر تلك الأصداف لتخرج الجوهرة من هذا المكان الوضيع وتمتلك مكاناً رفيعاً في كنز الإنسان. وفلسفة موت الإنسان أيضاً تحريره من سجن الكون الطبيعي لينتقل إلى سعة الجنة الضخمة التي وسعت السماوات والأرض وليصطفي له مقاماً في جوار مليك مقتدر ورب عظيم ولينال كل كمال بالتقرب منه وهذا هو معنى قوله تعالى:

إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
[البقرة : 156]

إي نحن متعلقون بكل وجودنا بالله وأنّ عودتنا نحوه.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يظلمنا الله؟ مركز بقية الله الأعظم

الأنشطة الثقافية
1241قراءة
2016-01-08 17:57:11

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا