ما كان على هذا الرجل لو....
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان نزل على رجل بالطائف، قبل الإسلام، فلما أن بعث الله محمداً (صلى الله عليه وآله) إلى الناس، قيل للرجل: أتدري من الذي أرسله الله عزّ وجل إلى الناس؟
قال: لا.
قالوا له: هو محمد بن عبد الله، يتيم أبي طالب، وهو الذي كان نزل بك بالطائف، يوم كذا وكذا فأكرمته.
فقدم الرجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسلّم عليه، وأسلم، ثم قال له: أتعرفني يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله) : ومن أنت.
قال: أنا رب المنزل الذي نزلت به بالطائف في الجاهلية، يوم كذا وكذا، فأكرمتك.
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): مرحباً بك، سلْ حاجتك.
فقال: أسألك مئتي شاة برعاتها.
فأمر (صلى الله عليه وآله) بما سأل، ثم قال لأصحابه: ما كان على هذا الرجل لو سألني سؤال عجوز بني إسرائيل لموسى (عليه السلام) بما سأل.
فقالوا: وما سألت عجوز بني إسرائيل لموسى (عليه السلام).
فقال (صلى الله عليه وآله): إنّ الله عز ذكره أوحى إلى موسى (عليه السلام) أن احمل عظام يوسف (عليه السلام) من مصر قبل أن تخرج منها إلى الأرض المقدّسة بالشام، فسأل موسى (عليه السلام) عن قبر يوسف (عليه السلام) فجاء شيخ فقال: إن كان أحد يعرف قبره ففلانة، فأرسل موسى (عليه السلام) إليها، فلما جاءته قال: تعلمين موضع قبر يوسف (عليه السلام)؟ قالت: نعم. قال (عليه السلام): فدليني عليه، ولكِ ما سألت. قالت: لا أدلك عليه إلا بحكمي. قال (عليه السلام): فالجنة، قالت: لا إلا بحكمي عليك، فأوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام): لا يكبر عليك أن تجعل لها حكمها، فقال لها موسى (عليه السلام): فلكِ حكمكِ. قالت: فإنّ حكمي أن أكون معك في درجتك التي تكون فيها يوم القيامة في الجنة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كان على هذا لو سألني ما سألت عجوز بني إسرائيل".
الأنشطة الثقافية
1106قراءة
2016-01-08 18:00:48
دليلة |