هل الدين خالدٌ أو إلى زوال؟؟؟
كل شيء في هذا العالم في تحوّل دائم، فها هو الإنسان تبدأ حياته طفلاً ثم ينمو وينمو حتى يبلغ أشده فيصبح رجلاً ثم هرماً، وينحدر حتى يحين موعد الزوال فيموت.
وهكذا كل الأشياء...
ولكن يبقى السؤال: هل ينتهي الدين ويزول كما باقي الأشياء أو أنه من الثوابت في الحياة والتي مهما تغيرت الظروف والأحوال تبقى راسخة وثابتة
هل الدين خالد أو إلى زوال
للإجابة عن السؤال، علينا أن نتطرأ أولاً إلى معيار الخلود.
إن الظاهرة الاجتماعية موجودة بين الناس وهي تعايشهم ما داموا متعلقين بها، وإذا رغبوا عنها زالت وانتهت، ومن هنا نعرف السبب في خلود بعض الظواهر وموت بعضها الآخر، فالخالد منها ما كان يلبي الرغبات الإنسانية وحاجاته أو هو وسيلة لإشباع تلك الرغبات الفطرية والغريزية....
ومن هنا قسموا رغبات الإنسان إلى قسمين: فطرية لا يمكن الاستغناء عنها، وغير فطرية يمكن التخلص منها والاستغناء عنها، وأي تيار يسير عكس الرغبات الفطرية الإنسانية لا يمكن له أن يدوم.
وإذا أردنا أن نعرف أن الدين من الثوابت أو من المتغيرات، علينا أن نطبق عليه معيار الخلود، لنرى هل الدين بنفسه رغبة طبيعية أو هو أفضل وسيلة لإشباع الرغبات والحاجات الطبيعية أو لا
وأما إضافة كلمة أفضل، فلأن طبيعة الإنسان ترغب بتحقيق حاجاتها بأفضل وسيلة، فلو وجدت وسيلة أفضل من الدين في تحقيق الحاجات التي يحققها الدين لاستغنت عنه والتجأ الإنسان إلى تلك الوسيلة، وأبرز مثال على ذلك هو استغناؤه عن استعمال المصباح الزيتي بمجرد اختراع الكهرباء، حيث أن النور الذي هو الغاية منهما يتحقق من الكهرباء بشكل أفضل وأكمل.
لقد خلق الله سبحانه الإنسان مفطورا على الدين، فالدين أمر فطري كما يصرح بذلك القرآن الكريم:
«فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها»
فالإسلام أول من كشف أن الدين أمر فطري، ثم ظهرت الكثير من النظريات حولها في القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الميلادي ، وجاء في العصر الحديث من ينادي بها ويدعو إليها.
ومنها أنه وليد الخوف، ومنها أنه ناشئ من الرغبة في تحقيق العدالة، أو نتيجة كبت في الغرائز الجنسية، ومنها أنه من جراء الطبقية الموجودة في المجتمع، لكن لو لاحظنا ما قاله أكبر الفلاسفة لوجدناهم ينادون جميعا بفطرية الدين.
إذاً، الدين فهو يمتلك كلا الأمرين، فهو بنفسه رغبة فطرية، وهو أيضا الوسيلة الوحيدة والمثلى لإشباع الرغبات الفطرية.
الخلاصة: الدين هو خالد لا زوال له.
الأنشطة الثقافية
1167قراءة
2016-01-08 18:11:45