روح الله.. سر الولادة
لو صادف وقصدت قرية صغيرة تدعى "خمين" ستقودك قدماك ناحية منزل صغير..
في ذلك البيت قبل مئة عام كانت الملائكة تترقّب قدوم مولود جديد..
وكانت المشيئة أن يتزامن يوم ولادته مع يوم مولد أعظم امرأة على وجه الأرض.. فاستبشر والده وكان عالماً جليلا بهذه الواقعة خيرا..
أما تلك المرأة العظيمة فما هي إلا جدته الحوراء الإنسية، التي سبقت الملائكة بما حظيت به من شمائل وصفات، وفاقتهم حسنا وجمالا، فكانت الزهراء!
احتفل أصحاب المنزل بالمناسبتين فأقاموا الزينة ووزّعوا الحلوى وراحوا يتلون القرآن ويسبّحون الله تعالى على ما أنعم عليهم.
نظرت الأم إلى وجه وليدها وكان يشع كالبدر ليلة تمامه. فشعرت في تلك اللحظات أن هذا التزامن بين الولادتين فيه سرا . ودعت الله تعالى أن تتولى الزهراء(عليها السلام) وليدها روح الله بالرعاية والإحاطة.
واستجاب الله دعاءها.. فترعرع الطفل وشبّ وهو يظهر إيماناً راسخا وشجاعة عزّ نظيرها فأصبح الإمام الخميني. وأضحى للزهراء في قلبه مكاناً لا ينازعها فيه أحد من العالمين.
وكان قد حكم البلاد في زمانه ملك مستبد يدعى الشاه. أمعن في ظلم الناس واستضعافهم. وأفقر شعبه فيما كان هو يرتع في بحبوحة العيش. فما كان من الإمام إلا أن دعا الشعب للثورة ضده وإسقاطه عن العرش.
وهكذا كان، فقد نصر الله عبده روح الله، وأعز جنده المسلمين، وأقيمت أول جمهورية إسلامية في إيران، وانتقلت روح الإمام وشعلة ثورته إلى كل المستضعفين في العالم.
الآن وبعد مضي ثلاثون عاماً على انتصار الثورة وثمانية عشر سنة على رحيل الإمام لا يزال ذلك المنزل الصغير الذي شهد ولادة روح الله الموسوي الخميني مزاراً يؤمه كل المشتاقين إلى عبق طيفه.
الأنشطة الثقافية
1293قراءة
2016-01-08 18:13:39