12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> شهر الثبات‏


شهر الثبات‏

عن الإمام الرضا عليه السلام عن أبيه عن ابائه عن أمير المؤمنين ‏عليه السلام:

"الدنيا كلها جهل الا العلم، والعلم كله حجة إلا ما عمل به والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له".

مقدمة

إن أهم ما يشغل بال السالكين والمؤمنين على الدوام هو أن يكتب الله لهم حسن العاقبة وينجيهم من سوئها وهذا ما يعلمنا أهل البيت أن ندعو الله دائماً به وهو النجاة من سوء العاقبة.

ففي القران نقرأ:

"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".

وفي أدعية أهل البيت نقرأ:

"... وأحسن لي العاقبة حتى لا تضرني الذنوب".

سوء العاقبة لماذا؟

هذا سؤال يخطر في البال والجواب عليه إن مسألة سوء العاقبة ليست أمراً مفاجئاً يحصل بلا مقدمات. بل إن الإنسان قد يكون يخفي في نفسه من السوء ولا يسعى الى تغييره مع التفاته إليه ويصر على معتقده السي‏ء، أو عمله السي‏ء كذلك أو يطوي نفسه على نوايا خبيثة وسوء ظن بالله أو بأوليائه، أو ينافق فيظهر غير ما يبطن ولا يسعى لتغيير حاله.

وهذه الأمور في النهاية تكون واسطة ابليس وجنوده ويكون بمثابة الحبل الذي بواسطته يجره الى النار وأهم ما يوجب سوء العاقبة سوء الظن بالله وبأوليائه. والكبر فقد أخرج الكبر ابليس من الجنة ونقله من مقام طاووس الملائكة الى الشيطان الرجيم.

اضافة الى ترك بعض الواجبات كالصلاة والصوم والحج:

"من استطاع ولم يحج فليمت إن شاء نصرانياً أو يهودياً".

ومن خلال الكلام السابق يتبين ان أول ما ينجي من سوء العاقبة وأهمه هو:

1- تثبيت العقيدة وترسيخها:

حتى لا ينزلق فينتقل في اخر لحظات عمره من الإيمان الى الكفر.

عن الإمام الصادق ‏عليه السلام:

"ما من أحد يحضره الموت إلا وكل به ابليس من شياطينه من يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتى تخرج نفسه".

2- الدعاء بحسن العاقبة وعدم العديلة

ففي الدعاء:

"اللهم اني أعوذ بك من العديلة عند الموت".

3- تعظيم حق الله وعدم صرف نعمته في المعصية

فعن الإمام الصادق‏ عليه السلام:

"إن أردت أن يختم الله بخير عملك حتى تقبض وانت في أحسن الأعمال فعظم لله حقه أن تبذل نعماءه في معاصيه".

4- عدم الأمن من مكر الله

وفي الرواية السابقة أيضاً:

"وان تغتر بحلمه عنك...".

5- اكرام شيعة آل محمد ومودتهم

وفي الرواية المذكورة أيضاً:

"... وأكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا، ثم ليس عليك صادقاً كان أو كاذباً انما لك نيتك وعليه كذبه".

6- دفع الحقوق

فعن الإمام الصادق‏ عليه السلام:

"من منع قيراطاً من الزكاة فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً".

7- الصلاة في الوقت

عن النبي‏ صلى الله عليه وآله وسلم:

"إنما يتصفحهم (عزرائيل) في مواقيت الصلاة فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله ونحى عنه ملك الموت ابليس".

8- المواظبة على تسبيح الزهراء عليها السلام كما ورد في الروايات

9- عدم الإغترار بما سلف من العمل الصالح والركون اليه

ففي القران الكريم يروى المولى قصة عابد من عباد بني إسرائيل هو بلعم بن باعور حيث يقول تعالى:

﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾1.

والتاريح يروي لنا قصة الزبير بن العوام الذي كان من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمته صفية وابن اخي خديجة وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدراً واحداً والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة وحنيناً والطائف وفتح مصر وأحد الذين ورد انهم بايعوا تحت الشجرة وكان الى جانب علي عليه السلام في السقيفة وفي الشورى وكان مع بني هاشم في بيت فاطمة عليها السلام وشهد على وصية الزهراء عليها السلام عندما دفنت سراً وحضر جنازتها لكنه سقط في معركة الجمل فكان قائداً من قوادها ومحرضاً من المحرضين على الخروج لقتال علي عليه السلام.


خاتمة

ولذا فان أهم ما يقي سوء العاقبة هو دوام تثبيت المعتقدات الحقة وتحويلها في النفس الى يقين وازالة كل ريب وشك فيها إضافة الى المواظبة الدائمة على تزكية النفس وعدم الركون الى صلاحها وعدم التواني من معالجة امراض النفس حتى لا تستفحل فيصعب علاجها. ومع كل ذلك ينبغي اخلاص النية والعمل لله والسعي لتنقيته من كل شائبة.

وتأتي فائدة شهر رمضان المبارك الذي يحصل فيه الكثيرون منا تقدماً على صعيد تهذيب انفسهم والتقرب الى الله، فالعبرة من الإستفادة من الشهر الشريف ان نحصل الثبات على ما حصلناه ولا نخسره، فنعود بعد شهر رمضان الى مزاولة القبيح من الأعمال والأخلاق.

أعاذنا الله واياكم من فوت الفرص لئلا تكون من الغصص.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 -الأعراف:175.

 

مهدي
1431قراءة
2016-01-20 19:40:00

تعليقات الزوار