نداء الشهادة
لقد اختار الحسين عليه السلام موضع الهجوم على سلطة زمانه وكان منطقه منطق المتسابق على الشهادة، لقد أراد أن يبين للعالم أجمع هذا الرفض وهذا المنطق من صحراء كر بلاء، ولم يكن في حينه لدى الإمام عليه السلام لا قلم ولا قرطاس ليكتب نداءه ولكنه سجل النداء على صفحة الهواء الدائمة الاهتزاز، وقد خلد هذا النداء لأنه انتقل من صفحة الهواء إلى صفحات القلوب وأصبح عليها كالنقش لا يمحي إلى أبد الدهر.
ففي كل عام وكلما يحل شهر محرم الحرام نرى الإمام الحسين عليه السلام يبزغ علينا نوره كالشمس الطالعة وتحيي ذكراه من جديد ويرن نداءه في الآذان إذ يقول:" خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي، اشتياق يعقوب إلى يوسف " وكذلك قوله عليه السلام: "ألا وأن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت" ويعني الإمام عليه السلام بهذا الكلام ابن زياد الذي بعث إليه يخبره بين السيف والاستسلام الذليل، فأين الحسين عليه السلام من الاستسلام؟ هيهات فالله يأبى له ذلك ورسوله والمؤمنون.
هذا هو نداء الشهيد، إنه يدوي في الآذان، ما بقي الدهر، بأن الله ورسوله والمؤمنون لا يقبلون الذلة أبداً للعبد التقي المؤمن، فستتكلم الأجيال وسيتناقل المؤمنون نبأ مقاومة وصمود الحسين عليه السلام فلا أحد منهم سيرضى لو تنازل أو استسلم، فكيف يستسلم ويخضع للدعي ابن الدعي ابن زياد، هيهات ألف هيهات فقد تربى سبط الرسول عليه السلام في حجر الزهراء عليها السلام الطاهرة.
مهدي
1637قراءة
2016-01-20 20:11:49