القدوة الصالحة للفتاة
المقدمة:
لقد أشاد علماء التربية بأهمية القدوة الصالحة، وذلك في مجال إصلاح عطب السلوك الفردي، وقالوا بأنه من أنجح الوسائل وأقربها إلى الصواب. وغالباً ما يكون لدى الفتيات قدوة يشكل لهن مثلاً أعلى، وسنلقي الضوء في هذه السطور على ضرورة اختيار القدوة الصالحة، لا بل الأفضل والتي تكون هي النموذج الحي للحياة.
أولاً : من هي أفضل النساء (قدوة)، بنظر الإسلام؟
ورد عن رسول الله (ص) أنه خاطب ابنته الزهراء (ع) قائلاً : " يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين ". وهنا يشير رسول الله (ص) أنه هناك مثل أعلى للنساء المؤمنات وهذا المثل ليس هو إلا فاطمة (ع).
ثانياً : بعض ما ورد في الزهراء (ع) :
ورد عن رسول الله (ص) أنه قال : " أفضل نساء الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية ".
ورد عنه (ص) أيضاً قوله : " حسبك من نساء العالمين : مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسيا امرأة فرعون ".
كانت (ع) تقضي نهارها بالصيام والعبادة، وليلها بالتسبيح والذكر، فهي صوامة قوامة، زاهدة مبتهلة إلى الله تعالى، منقطعة إليه، ولهذا سميت بالبتول، لا تغتر بالدنيا وزخارفها كما يغتر بها بنات عصرها، لقد ملأت بيت أبيها بالحنان والشفقة، وملأت الفراغ الذي حدث بعد وفاة والدتها خديجة (ع)، فسميت بأم أبيها.
ثالثاً : ضرورة الاقتداء بالزهراء (ع) :
يقول الإمام الخميني (قده) : " لحفظ كل الاعتبارات وعلى رأسها حيثية المرأة، على الجميع الاقتداء بالزهراء (ع)، تلك المرأة العظيمة ". وهذه دعوة إلى كل فتياتنا للتمسك وللاقتداء بالزهراء (ع)، لما لها من مكانة عند الله وعند الناس أجمعين.
وإنما قرن الإمام الخميني(قده) يوم المرأة بيوم ميلاد الزهراء (ع)، لأنها أفضل نموذج للمرأة الكاملة، ولكي يكون ذلك اليوم يوماً لاستحضار حياة الزهراء (ع) وسيرتها وتحليل الظروف التي عاشت بها من أجل أخذ العبرة منها والاقتداء بها عليها السلام.
يقول الإمام الخميني (قده) : " إذا كان لا بد أن يخصص للمرأة يوم، فأي يوم أسمى وأكثر فخراً من اليوم السعيد لولادة فاطمة الزهراء عليها السلام ".
رابعاً : الحاجة إلى التأسي بالزهراء في هذا العصر:
إن التأسي والاقتداء بالسيدة الزهراء عليها السلام، في هذا العصر حاجة مهمة وملحة في مقابل ما يطرحه الغرب من نماذج قدوة (كالفنانات وغيرهن ...).
وهذه الموجة من التغريب تستهدف نساءنا قبل كل شيء لأهميتهن في عالم التربية ونقل هذه الأفكار. فتحصين النساء لدينا، أمر واجب، والمثل الأعلى المطروح من قبل الغرب، مثل ينبغي عدم الاقتداء به. وفي المقابل ينبغي التركيز على ترسيخ ثقافة حياة الزهراء عليها السلام، وسلوكها وعبادتها وعلاقتها بالآخرين، في نفوس بناتنا، لكي يصبحن على مستوى كافٍ من الجهوزية للتصدي لأفكار الغرب المسمومة.
خامساً : كيف نقتدي بالزهراء (ع) :
إن ما نحتاجه للاقتداء بالزهراء (ع) هو دراسة حياتها مفصلة والوقوف على تفاصيل معيشتها والظروف التي مرت بها. ويعد سبر غور حياة تلك الإنسان العالية المقام، من الأمور التي تجعل الإنسان يعود إلى فطرته السليمة، وتتفجر لديه مكنونات الخير ومحبة الناس والعودة إلى الله. فإن الزهراء (ع) تحتل القلوب بمجرد الاطلاع على سيرتها الشريفة.
إذاً قراءة سيرتها، وأخذ العبر منها ثم العمل بهذه العبر بما يوافق حياتنا المعاصرة، والتركيز قبل كل شيء على الزهراء (ع) بما هي امرأة، فينبغي الإضاءة على جوانب، العفة، الطهارة، الصدق، الإخلاص، التستر، وعدم الانجرار وراء الشيطان ومكائده ...
أخيراً، كم هو جميل ورائع أن نقتدي بامرأة قال عنها الرسول (ص) : " فاطمة بضعة مني ". " والله ليغضب لغضبها ويرضى لرضاها ".
المصادر
1. مجلة الكوثر، المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، قم، شعبان 1414هـ/ 1994م، العدد صفر.
2. مجلة الرصد، المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بيروت، 1997م، العدد62.
3. الكلمات القصار ، مواعظ وحكم من كلام الإمام الخميني (قده)، دار الوسيلة.
4. الفتلي، عبد الرزاق، تربية الفتاة في الإسلام، ط1، دار الثقافة الإسلامية، بيروت، 1410هـ/
1989م.
برامج
1933قراءة
2015-11-20 18:00:01