12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> مجالس بحبها الله

مجالس بحبها الله


1- مجالس العلم والمعرفة: إنّ الشباب هم القوّة التي تحرّك المجتمعات وتحييها، وتنهض بها نحو التقدّم والرقيّ والحضارة، وذلك كلّه لا يحصل، إلّا إذا وعى شبابنا اليوم ثابتةً أنّ العلم والمعرفة والبحث العلميّ في مختلف المراحل والتخصّصات العلميّة هي الأولويّة المطلقة التي لا تهاون فيها، ولا يمكن لأمّةٍ أن ترتقي على مستوى تربية البشر والمجتمع والمدنيّة بمتطلّباتها كلّها إلّا من بوابة العلم والمعرفة. وهو ما يؤكّد ضرورة الاستثمار الواعي والكامل للطاقات الكبيرة في التربية، والتعليم، والبناء الاجتماعيّ، والتطوير الشامل لمرافق الحياة والمجتمع... ولو أنّ الشباب تساهلوا وضيّعوا طاقاتهم في مغريات هذا العصر، وغرقوا في متاهات وسائل الإعلام الجديد بكلّ ما تحمله من غثّ وسمين، لضيّعوا أغلى وأجمل مراحل العمر، ولانتقلوا -بفعل الإعلام الجديد- من الحياة الواقعيّة إلى الحياة الافتراضيّة، وضاعت أهدافهم في حنايا الثقافات الهجينة التي تستند إلى معاناة الغربيّين وعُقدهم. وعليه، فإنّ كلّ مجلس يزيد في ثقافة الإنسان ويقدّم له معلومة مفيدة، أو تجربة نافعة، هو مجلس علم، وهو مبارك، بل هو مجلس عبادة.

 

2- مجالس التناصح بالخير: تشمل النصيحة خصال الإسلام والإيمان والإحسان، ولذلك سمّي الدين النصيحة. واعتبرها بعض العارفين من علامات اليقين، وبعضهم من أركان الدين، واعتبر القرآن الكريم أنّ الوظيفة الأساسيّة لبعثة الأنبياء عليهم السلام هي النصح لأممهم، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "... وأحبّ عبادة عبدي إليَّ النصيحة"(1). وورد عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه"(2).

 

والنصيحة هي معيار الأخوّة، فلم تنعقد الأخوّة ما لم تكن النصيحة رائدها وباعثها، ومن لم يكن ناصحاً لأخيه، فليس بأخٍ، كما ورد في النصوص الشريفة.

3- مجالس الدعاء وقراءة القرآن: من أنفع المجالس وأعظمها بركة وفائدة مجالس قراءة القرآن، والتدبّر فيه، وتلاوته، وتجويده، وكذلك مجالس الدعاء والذكر، ففي الدعاء: "ما لي كلّما قلت قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوّابين مجلسي، عرضت لي بليّة أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك سيّدي؟"(3).

 

ولقد حثَّ أهل البيت عليهم السلام على حفظ آيات القرآن واستظهارها، وقراءتها عن ظهر قلب ليختلط بدم المسلم ولحمه، ويملأ عقلَه وفؤادَه، فعن الإمام جعفر الصّادق عليه السلام قال: "اقرَأُوا القُرآنَ واستَظهِروه؛ فإنَّ اللهَ لا يُعَذّبُ قلبَاً وعَى الْقرآن"(4).

4- مجالس العلماء ومن يذكّر بالله: إنّ مجالسة العلماء والأتقياء تثري المرء وتزيده علماً وتقى، ولذا كانت من أحبّ المجالس عند الله تعالى، فقد روي أنّه سأل بعض الحواريّين روح الله عيسى بن مريم عليه السلام مَن نجالس؟ قال: "من يذكركم الله رؤيته، ويرغبكم في الآخرة عمله، ويزيد في منطقكم علمه"(5)، وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة"(6).

 

5- مجالس أهل المعروف: عنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ الله إِلَى الله لَمَنْ حَبَّبَ إِلَيْه الْمَعْرُوفَ وحَبَّبَ إِلَيْه فَعَالَه"(7).

6- مجالس الترفيه المتّزن: تحتاج نفس الإنسان، ولا سيّما الشباب، إلى المجالس التي تتضمّن أعمالاً ترفيهيّة أو رياضيّة، وقد ورد في الأثر: "روّحوا القلوب ساعة بساعة"(8).


________________________________________
1.رواه الطبراني عن عثمان بن أبي عاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، جامع العلوم والحِكَم، ج1، ص359.
2.الوافي، الفيض الكاشاني، ج5، ص536.
3.دعاء أبي حمزة الثمالي، مصباح المتهجد، الطوسي، ص588.
4.جامع الأخبار، كما في مستدرك الوسائل، ج1، ص290، عن نهج البلاغة.
5.بحار الأنوار، المجلسي، ج71، ص189.
6.الكافي، الكليني، ج1، ص39.
7.(م.ن)، ج4، ص25.
8.كنز العمال، المتقي الهندي، ج3، ص37.


 

تدريب
1588قراءة
2020-07-06 14:47:50

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا