خطوات على طريق الخشبة-كيف نكتب قصة-
كيف نكتب قصة؟
المقومات الأساسية في القصة كعمل أدبي فني:
1-الفكرة الرئيسية.
2-البناء والحبكة.
3-الشخصيات.
4-طريقة عرض القصة.
1-الفكرة الرئيسية:
هي الفكرة التي يختارها الكاتب ليجعل منها محوراً تدور حوله أحداث قصته، وهي تمثل العمود الفقري الذي سيشيد حوله بناء هذا العمل الفني، وعلى هذا فإنّ جزءاً كبيراً من النجاح يتوقف على حسن اختيارها. ومن البديهي أنّ الفكرة الرئيسة يجب أن تكون على درجة كافية من الأهمية، بحيثُ تستحق أن تبنى حولها قصة، وأن تنال اهتمام القارئ ومتابعته لها. كما أنّه من المهم أن يتوفر للمؤلف تصوّر واضح لفكرة قصته/ مسرحيته، لأنّ هذا يمثل الأساس الذي ستبنى عليه مختلف العمليات الفنيّة الأخرى بوعيٍّ وإدراك لا يشوبها التشويش. والأفكار الناجحة في قصص الأطفال يجب أن تراعي مستوى جمهورها من النواحي الثقافية والعلمية والفكرية، ودرجة نموهم النفسي وأعمارهم ومجالات اهتمامهم المختلفة، بالإضافة إلى ما يناسبهم من عوامل التشويق والإغراء والطرافة والجدّة. ولهذا فإن المؤلف من الضروري أن يكون على علمٍ كبير بما يناسبهم من كلّ هذه النواحي. ملاحظة أنّ كثيراً من الأفكار التي تناسب الأطفال في مرحلةٍ من مراحل النمو تصبح غير مناسبة لهم في مرحلة نمو أخرى.
•بعض مصادر أفكار لمسرح الأطفال:
-أحداث تاريخيّة، مثال واقعة عاشوراء.
-التراث بمفهومه الواسع: الديني والتاريخي والعلمي... والتراث الشعبي المحلّي، وعند الشعوب الأخرى..
-سير الشخصيات التاريخية وشخصيات الأبطال والعلماء والمصلحين والمخترعين، إلخ..
-البيئات وأحوال الشعوب المختلفة.
-الخرافات والأساطير والملاحم.
-عالم الحيوان.
-ميادين العلوم المختلفة، وقصص الإكتشافات..
-الحوادث البوليسيّة، وأحداث المغامرات المختلفة.
-الأحداث اليوميّة.
-ميادين الفضاء وعلومه ومنجزاته الحديثة.
-بطولات الرأي والحيلة.
-الترجمة والتعريب والإقتباس.
-تبسيط مؤلفات الكبار العالمية والمحلية.
-إلخ...
ومهما كان مصدر الأفكار، على المؤلف أن يلتفت أن تكون فكرته تتناسب طبقاً للمرحلة العمرية. وأن يلتفت إلى أهمية تهذيب وبلورة الفكرة وتشذيبها وتطويرها حتى تستقر في صورة يرضى عنها بحسه المرهف وتقديره الفني والتربوي.
2-البناء والحبكة:
بعد أن تتضحّ الفكرة في ذهن المؤلف، فإنّ عليه أن يشيّد بناءها. وبناء القصّة يتكوّن من سلسلة من الوقائع والحوادث المرتبة بحيثُ يؤدّي كل منها إلى ما يليه بلا افتعالٍ وتكلّف. فإذا أحكم المؤلف بناء حكايته بحيثُ جاءت بنيتها سليمة متماسكة، وحوادثها وشخصياتها مرتبطة بطريقة منطقية مقنعة تجعل منها وحدة متكاملة، قيل إنّ قصّته محبوكة حبكاً جيّداً. وهي في هذا أشبه ما تكون بالجسد المتكامل المتناسق الذي لا تستطيع أن تجد فيه زيادةً أو نقصاً، ولا تستطيع أن تضيف إليه أو تنقص منه بسهولة.
وعلى هذا فإنّ الحبكة هي إحكام بناء القصّة بطريقة منطقية مقنعة. وأبسط صورة لبناء القصة هي التي تتكوّن من ثلاث مراحل رئيسة:
-المقدمة.
-العقدة.
-الحلّ.
وتضمّ المقدمة تمهيداً قصيراً للفكرة، ومدخلاً تتابع بعده الحوادث، لتشدّ إليها القارئ حتى تصل إلى العقدة، في أشدّ المواقف تعقيداً وإثارة في عملية البناء، ثمّ تبدأ الامور في التكشّف حتى تصل إلى الحل وفقاً للنهاية المرسومة.
وفي حكايات والنصوص المسرحة الخاصة بالأطفال من الضروري أن نبتعد عن التعقيد، وأن يكون بناء القصة وحبكتها، وتشابك حوادثها وما بها من عقدة في مستوى الأطفال، وفي حدود قدراتهم، وفق مرحلة نموهم، ليسهل عليهم متابعة واستيعاب الأحداث والأفكار المختلفة.
مراحل النّمو الأدبي عند الأطفال:
1-مرحلة الحكاية أو مرحلة المشاهد المنفصلة المترابطة.
2-مرحلة الحبكة البسيطة المتدرجة.
3-مرحلة الحبكة المتقدمة.
4-مرحلة الحبكة الناضجة.
هذه المراحل تتميّز بخصائص رئيسة منها:
-أنها متدرجة ومتداخلة، وتحديد بداياتها ونهاياتها..
-تختلف باختلاف الأفراد وما بينهم من فروقات عديدة.
-تختلف باختلاف البيئات وما بينها من فروق ثقافية وحضارية مختلفة.
3-الشخصيات:
تتضح مقدرة الكاتب المحترف في رسمه للشخصيات رسماً مقنعاً يجعلها أشبه بالشخصيات الحقيقيّة، التي يجد فيها القارئ صدق الحقيقة ويحسّ حرارة الحياة. وللطفل من خياله الإيهامي ما يساعده على إضفاء صفات الآدمية على مختلف الحيوانات والجمادات.
والكاتب الناجح هو الذي يستطيع أن يحقّق نوعاً من التعاطف بين الأطفال وبين الشخصيات المحبوبة والمرسومة بعناية وإحكام بصورة تقنع الأطفال وتستهويهم، سواء أكانت هذه الشخصيات آدمية أو حيوانية...
والشخصيات يجب أن تنال نصيبها الكافي من الرسم المحكم بما يناسب الأطفال وفق مرحلة النمو. وليس معنى الإهتمام برسم الشخصيات أن يستطرد الكاتب في وصف كلّ شخصية والحديث عنها من مختلف النواحي والأبعاد، فهنا قد يكمن أحد المزالق. يمكن للكاتب أن يرسم الشخصيات وأبعادها بالحركات التي تقوم بها وببعض الإشارات الذكية التي يعمل مع المخرج على إضفائها للشخصية لإعطائها إيحاءً معيناً.
ومن أهم ما يجب ان يراعى في رسم الشخصيات:
-الوضوح: بحيث يستدعي مساعدتهم على تكوين صورة بصرية مناسبة تحدّد معالم هذه الشخصية، مع الإبتعاد عن كثرة الكلام.
-التميّز: تمايز الشخصيات فيما بينها بقدرٍ كافٍ أمر لا يقلّ اهمية عن الوضوح! وذلك لكي لا تتداخل الشخصيات في مخيلة الطفل وذهنه، فيخلط بينها، وترتفع بالمشاهد عن مستوى قدرته على التتبّع والإستيعاب. وهذا التمايز يتحقّق إذا التفتنا لأمور منها ان لا تتقارب الشخصيات في أسمائها، صفاتها، أو خصائصها.فإذا كان احدهم نحيلاً طويلاً، فليكن الآخر بديناً... ويجب الإلتفات إلى أمرٍ آخر وهو أن لا يزيد عدد الشخصيات عن مستوى قدرة الطفل على التذكّر والإستيعاب، وأن يراعي الكاتب تقديم الشخصيات بحكمة وبالتدرج، وبالأناة الكافية لكي يتمّ التعرف على كلّ شخصية قبل أن تضاف إليها أو تختلط بها شخصية أخرى جديدة.
-التشويق: هذا يدعو إلى اختيار شخصيات تستهوي الأطفال وتروقهم، ومن المتوقع هنا أن نجد لمرحلة النمو أثراً واضحا في نوعية الشخصيات التي يعجب بها الأطفال في كل مرحلة سنية.
ملحوظات مهمة:
-إذا كان أسلوب الكاتب هو طريقته الخاصة في التفكير والرؤية والشعور، فإنّ الكاتب المسرحي للأطفال ليس له مطلق الحرية في هذا المجال، لأنّ عليه أن يوفق بين تفكيره وشعوره ورؤاه، وبين تفكير الأطفال وشعورهم ورؤاهم، وفقاً لخصائصهم في مرحلة النمو التي يكتب لها النص.
-الأسلوب الأدبي في الدراما يفقد مقوماته كأدب مسرحي إذا تحوّل إلى خطبة في النّصح والوعظ على خشبة المسرح.
فنون
1490قراءة
2016-01-10 15:35:41