إستخدام قصص الأطفال في تعليم القراءة و الكتابة
استراتيجيات تهم معلمي رياض الأطفال ومعلمي المرحلة الإبتدائية
تسهم قصص الأطفال بدرجة كبيرة في تعليم الأطفال القراءة والكتابة قبل دخولهم الى المدرسة. و من ثم فهناك بعض الإستراتجيات لإستخدام الكتب القصصية بهدف تسهيل عملية التعلم، ومنها:
1- إستراتجية عرض القصة Story Book Preview:
الهدف من إستراتجية عرض الكتب القصصية هو تنمية لغة الإرسال والإستقبال لدى الأطفال من خلال الأدب الروائي. و رغم إستخدام تلك الإستراتجية مع أعداد كبيرة من الأطفال، فإنه يفضل إستخدامها مع مجموعات صغيرة حتى يتمكن المعلم من التفاعل - بإيجابية- مع كل طفل إضافة الى تنمية لغته. فمن خلال تلك الإستراتجية، يساعد المعلم طلابه في بناء الكلمات التي تفيدهم في تنمية لغتهم، كما يشجعهم على المناقشة و إبداء آرائهم فيما يسمعونه و يشاهدونه من صور. فعلى سبيل المثال، يعرض المعلم قصة تحتوي على العديد من الكلمات الوصفية و من خلال هذه الكلمات يُجري المعلم حواراً بهدف تشجيع الأطفال على التحدث و ربط ما يسمعونه بحياتهم اليومية، و بناء الكلمات التي تفيدهم في تنمية لغتهم.
تهدف تلك الإستراتجية إلى توضيح محتوى القصة من خلال ربط حياة الأطفال اليومية بمضمون القصة، و عقد الحوارات التي تسهل عملية الربط. فعلى سبيل المثال، في إحدى القصص التي تتحدث عن بعض الحيوانات, يحاول المعلم ربط تلك القصص بواقع الأطفال اليومي حيث يُجري حواراً حول تربية تلك الحيوانات، كما يقوم بطرح الأسئلة التي تساعدهم على إدراك التشابهات والإختلافات بين تلك الحيوانات الموجودة في منازلهم، و الحيوانات الموجودة بكتبهم القصصية.
و هكذا يستطيع المعلم بتلك المقارنة توضيح مضمون القصة التي يقوم بسردها.
و أهم ما يميز تلك الإستراتجية هو إستجابة المعلم لكل طفل بصفة خاصة مما يثير دافعية الأطفال للتعلم. و يتضح ذلك من خلال مثال قصة "Sheep in the ship" "غنم في السفينة"، فبعد سماع الأطفال لتلك القصة، أشار أحد الأطفال إلى السفينة و قال: "إن عمي لديه مركب مثل هذه". عندئذ يسأله المعلم بعض الأسئلة مثل:
- هل تشبه تلك السفينة مركب عمك؟
- ما أوجه الشبه بينهما؟
- لماذا يطلق البعض على تلك السفينة مركب، و البعض الآخر يطلق عليها سفينة؟
و بنفس الطريقة يطرح المعلم العديد من الأسئلة التي تساعد هذا الطفل على سرد قصة سفينة عمه و بالتالي تنمية مهاراته الروائية Narrative skills.
2- إستراتجية قراءة الكتب القصصية بصوت مرتفع Story book read aloud:
تهدف إستراتجية قراءة الكتب القصصية بصوت مرتفع إلى تنمية بعض المفاهيم إلى جانب التطوير اللغوي لدى الأطفال و زيادة إكتسابهم للكلمات التي تساعدهم في ذلك. ففي الأعداد الكبيرة من الأطفال، يقوم المعلم بقراءة القصة بطريقة تجذب إنتباههم. و في المجموعات الصغيرة، يقرأ المعلم القصة مع الإشارة إلى كل كلمة يقرأها. و لكي تكون تلك الإستراتجية أكثر فعالية، يجب أن يجلس الأطفال بالقرب من بعضهم البعض حتى يتمكنوا من رؤية الكلمات المكتوبة بوضوح تام. و خلال ذلك يساعد المعلم كل طفل على إختيار الصفحة أو الكلمات التي يفضلها حتى يقرأها المعلم ببطء. فأنشطة تلك الإستراتجية هامة في تنمية فهم الطلاب للكلمات الجديدة و في إدراكهم لأهمية المسافات بينها. و في كل جلسة، ليس من الضروري قراءة القصة بأكملها، و إنما يقرأ المعلم أجزاء منها (بدايتها، نهايتها أو أجزاء يفضلها الأطفال).
3- إستراتجية إعادة سرد القصة من جديد Story book celebration:
يتمثل الهدف من هذه الإستراتجية فيما يلي:
أ- حث الأطفال على التفكير.
ب- ربط معنى القصة بخبراتهم الشخصية.
ج- توضيح معنى القصة بمزيد من التفصيل.
د- تشجيع الأطفال على سرد القصص المشابهة.
4- إستراتيجية الأصوات اللغوية للكتب القصصية Story book sounds:
تركز تلك الإستراتيجية على تنمية الوعي الصوتي لدى الأطفال. هذا وتختلف أنشطة أصوات الكتب القصصية عن أنشطة الوعي الصوتي، ويرجع وجه الإختلاف إلى أن أنشطة أصوات الكتب القصصية تركز على كلمات القصة نفسها دون الإستعانة بكلمات خارجية. بالإضافة إلى أن تلك الأنشطة قصيرة، كما تتناول مستويات مختلفة من الصعوبة حتى تتسح للأطفال فرصة النجاح.
وتتميز تلك الأنشطة بسهولة التقييم الدقيق لكل طفل. وخلال مرحلة التقييم، يستطيع المدرب تحديد مستوى الوعي الصوتي الذي يلائم كل طفل.
هذا وتهتم أنشطة أصوات الكتب القصصية بمحتوى القصة وبالصور الموجودة بها. ومن بين تلك الأنشطة أن يسمع الأطفال لبعض الكلمات التي تبدأ بأحرف معينة حتى يستطعوا تمييز هذا الصوت، و بالتالي يتمكنون من الإشارة إلى الصور الدالة على هذا الصوت و في كل نشاط، ينطق الأطفال الكلمة التي تبدأ بهذا الصوت، كما ينطقون الصوت منفرداً.
و من أنشطة أصوات الكتب القصصية أيضاً يشير الأطفال إلى إحدى الصور ثم يطلقون عليها إسماً معيناً ثم ينطقون الصوت الأول من هذا الإسم منفرداً.
و فور الإنتهاء من كل نشاط، يجب على المدرب أن يمد أطفاله بما يلي:
• التغذية الراجعة المناسبة
• الإستجابة الصحيحة لأسئلتهم و إجاباتهم.
• تكرار إستجاباتهم إن أمكن. فالتكرار هام بالنسبة لعملية التعلم حيث يزيد دافعية الأطفال للتعلم.
• تقديم الإجابة الصحيحة في حال خطأ الأطفال أو ترددهم في الإجابة.
• منح الأطفال فترة كافية للتفكير في الإجابة.
• إعطاء المزيد من الأنشطة التي تحث الأطفال ذوي التحصيل المنخفض على الممارسة و التطبيق في مجموعات صغيرة أو منفردين و ذلك بهدف زيادة دافعيتهم للتعلم.
و أخيراً يمكن للمدرب دمج أنشطة أصوات الكتب القصصية مع أنشطة القراءة بصوت مرتفع لتسهيل عملية التعلم بفاعلية. فعلى سبيل المثال يمكن للمدرب أن يطلب من الأطفال في أي قصة الإستماع بدقة لكلمة تبدأ بصوت أو بحرف معين. ثم يقوم بقراءة جملة أو صفحة معينة، و يطلب منهم أن يستخرجوا الكلمة التي سمعوها من قبل و ينطق الصوت الأول لها.
و بهذا نكون قد تعرفنا و إياكم على إستراتيجيات استخدام الكتب القصصية و أهميتها بالنسبة للأطفال لتعلم القراءة والكتابة.
فنون
3439قراءة
2016-01-10 16:49:30