12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الإنشاد والموسيقى >> الشيخ طه الفشني-الجزء الثاني -

الشيخ طه الفشني-الجزء الثاني -
الشيخ طه الفشني

 

 

 

 

انفردت مصر بظهور عدد كبير لديها من كبار مشايخ فن الإنشاد الدينى وملحنيه في القرن التاسع عشر والعشرين ميلادي، تميز كل منهم بصوت ندي غاية في القوة والجمال وبطريقة خاصة فى الأداء والتعبير تجعل من السهل علينا التفريق بينهم، ومن بين هؤلاء المشايخ تمتع الشيخ طه الفشني رحمه الله بمساحة صوته تصل في مداها إلى أعلى الدرجات يؤديها في خفة وسهولة واقتدار دون أن يستخدم الصوت المستعار، فقد لقب بملك التواشيح الدينية أيضاً لتميز أدائه في كل منهما ساعده في ذلك حسن تلاوته وتجويده لمحكم الآيات القرآنية ، فقد كان من أوائل القراء في مصر والعالم الإسلامي .

 


موهبته الفنية وتطورها

 


سافر الشيخ طه الفشني في عام "1923م" إلى مدينة القاهرة للمرة الثانية والتحق بمعهد القراءات بالأزهر الشريف، فتلقى تعليمه لعلوم القرآن الكريم وأحكامه وعلوم القراءات على يد الشيخ عبدالعزيز السحار والشيخ المغربي .


كان الشيخ طه الفشني من أشد المعجبين بالشيخ علي محمود المتربع على عرش القراءة والإنشاد في تلك الفترة، فاتصل به ذات يوم وأسمعه صوته فأعجب بأدائه الشيخ علي محمود وانبهر بقوة صوته ، فتبناه كموهبة جديدة وضمه إلى بطانته والتى كانت تضم الشيخ زكريا أحمد أيضاً .


بدأ الشيخ طه الفشني يتتلمذ على يد الشيخ علي محمود ، فعرف منه الصياغة اللحنية ، وحفظ عنه كثيراً من التواشيح الدينية، وطاف معه مناطق مختلفة في أرجاء مصر، وعاش معه رحلة حياته الفنية ، وسهر معه الليل بطوله ، مما زاد صوته حلاوة وأصبح أداؤه أكثر تمكناً وتميزاً، ولأنه كان أول القادرين على استيعاب طريقة أستاذه ومعلمه ، فلقد سار على دربه أو نهج مدرسته .

 


وفي إحدى الليالى قام الشيخ علي محمود بتقديم الشيخ طه للجمهور لأول مرة ليحل محله بإحدى الحفلات الدينية بحي الحسين(ع) ، فاستقبله الجمهور استقبالاً حافلاً بالتقدير والإحترام ، وكان من ضمن الحاضرين بالحفل مدير الإذاعة المصرية في تلك الفترة وهو "محمد سعيد لطفى باشا"، الذي أعجب بأدائه أيضاً فألحقه على الفور بالإذاعة المصرية عام 1937م ، ويعتبر هذا الإعجاب بمثابة نقطة تحول في حياة الشيخ طه الفشني وانطلاقة جديدة له في طريق الشهرة والتألق من خلال الإذاعة المصرية ، حيث أصبح مقرئاً ومنشداً بها على مدى ثلث قرن .

 

استقر الشيخ طه الفشني في حي الحسين(ع) وعيِّن من قبل وزارة الأوقاف المؤذن الأول للمسجد الحسيني، مما أدى إلى ازدياد عدد جمهوره وعشاقه الذين كانوا يسهرون طوال الليل ليستمعوا إلى ابتهالاته التي يؤديها قبل رفع أذان الفجر، كما عيِّن قارئاً للسورة بمسجد السيدة سكينة ، واشتهر بتلاوته سورة الكهف في يوم الجمعة وتلاوته قصار السور .


وبجانب تعلم الشيخ طه على يد الشيخ علي محمود ، تعلم أيضاً على يد الشيخ درويش الحريري الكثير من العلوم الموسيقية مثل: "المقامات والعزف على آلة العود"، كما كان كثير التردد على حلقات الإنشاد الديني التى تقام في المناسبات الدينية المختلفة ، ومنها الليلة اليتيمة بمولد السيدة زينب(ع) ، وليلة المولد النبوي الشريف .

وفي عام 1942م كون الشيخ طه فرقة خاصة به ،قامت بمصاحبته في أداء مختلف ألوان الإنشاد الديني في مختلف المناسبات الدينية "بطانته الذهبية"، كما سجلت معه الكثير من الأعمال الإنشادية بالإذاعة المصرية، كان أشهرها تسجيل السيرة النبوية العطرة.

وبعدها قام الشيخ "الفشني" بتأليف وإنشاد "يا أيها المختار، ميلاد طه, يا أرض الحجاز،إمام المرسلين،أنت نجاتي,ما شممت الورد إلا زادني شوقاً,يوم أغر،تحية الرسول،يا حبيبي ليس لي في الدنيا سواك,ليلة غراء,يا رسول الله,رسول النور،شهر الصوم,ملائكة السماء,فرحت سروراً،الله زاد محمداً تعظيماً,ليلة سمحاء,أتاك جبريل الأمين,الكعبة المشرفة,يا إلهي جود علينا,نبي ذكره شفاء للصدور,إله أنت للإحسان أهله,يا فراج الكرب العظام,عفوك يا إله العرش,كن عن همومك معرضاً ، ونبي الهدى خصك الله بالكمال مع بطانته وخلافه .

فنون
1532قراءة
2016-01-10 19:18:51

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا